الملك عبدالله ... والمبادرة التاريخية العظيمة
التاريخ
2009-01-23التاريخ الهجرى
14300126المؤلف
الخلاصة
إن فكرة تعدد القمم العربية وتعدد مواعيد انعقادها واختلاف أماكنها وعدم توحد حاضريها وهو ما حدث في الأيام الماضية الأخيرة وكل تلك الأحداث التي كانت تقفز إلى أخبار الساحة العربية أعطت صورة واضحة جدا لمدى الانقسام العربي الذي كان يظهر إلى العالم كله، وتعد الشعوب العربية هي أول من يرقب تلك الانقسامات خوفا من استفحالها وكيف لا وتلك الشعوب هي التي ظلت ولا تزال تدفع الثمن الباهظ لأي خطأ سياسي غير مدروس أو لأي عشوائية في القرارات من الممكن أن تخرج مبطنة تحت نبرة التحدي غير المنطقي لأي مبرر من المبررات، الأمر الذي يعوق من خدمة الكثير من الأهداف والمصالح العربية المشتركة، إننا ليس في حاجة فعلا إلى مزيد من التحديات المدمرة وليس في حاجة إلى الاستعراضات الجوفاء على ساحة السياسة العربية، لكن الشعوب العربية لم تجد أمامها سوى أن تعيش حالات قصوى من الإحباطات التي اعتادت فعلا أن تعيشها على مر سنوات طويلة مضت بل إن ما يحدث في غير ذلك المسار الانقسامي أصبح هو الشيء المستبعد على الرغم من شدة تعطش الشعوب العربية إلى أن تجد ما يضمد جراحها من التقارب والوحدة بعيدا عن لغة التوتر والتشنج السياسي التي ازدادت بوضوح في السنوات الأخيرة ولكن قمة الكويت، قمة المصالحة التي جاءت فيها كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله – لتعلن عن مبادرة سعودية تاريخية ولدت كي تفتح أمام العالم العربي صفحة جديدة للتضامن بلغة واقعية ثابتة بأمس ما تكون لها سياسات الدول العربية الآن ولا يستغرب ذلك من الملك العظيم الذي وضع أهدافه العظيمة من خلال عدة قنوات فعالة ابتداء بالحوار الوطني على المستوى الداخلي ثم قيادته – حفظه الله - بعد ذلك حوار الأديان داخل أوروبا وأمريكا وغيرها من المبادرات التي تجسد المواقف السياسية العظيمة والتي تعيد إلى ذاكرتنا مفهوم الموقف العربي البطولي، أما في قمة الكويت فقد كان الملك عبد الله رجل الهدف القوي في تجسيد أهمية إعادة التلاحم العربي الذي فقد منذ سنوات طويلة وليس على المستوى العربي عموما فحسب بل لقد جسدت كلمته – حفظه الله - قيمة الدم الفلسطيني خاصة ما حدث في غزة أخيرا من الجرائم التي كان يدفع ثمنها النساء والأطفال كضريبة من ضرائب الفرقة والانقسام الوحدوي الفلسطيني، لقد عكست تلك المبادرة الحكيمة أهدافا حركت عقول وقلوب جميع العرب بل هتفت للعالم ماذا يعني التسامح حتى في أصعب ما يعيشه العرب من العلاقات المتوترة وهذا ما يعكس أهمية إدراكنا كعرب أن العالم العربي في حاجة إلى أن يحتوي خلافاته فالمسؤولية أكبر من أن ينخرط العرب في الصراع.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
421955النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5583الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
نجلاء السويلتاريخ النشر
20090123الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم العربي
الكويت
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين