شرهات علمية !

Abstract

شرهات علمية! علي العلولا نصت المادة التاسعة والثلاثون من لائحة الدراسات العليا الصادرة عام 1218ه بموافقة خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس التعليم العالي على أن لا يتخرج الطالب إلا بعد إنهاء متطلبات الدرجة العلمية وبمعدل تراكمي لا يقل عن جيدجدا مما يعني رسوب من حصل على معدل جيد أو مقبول وعدم منحه شهادة الماجستير وهذا النظام جرى تطبيقه على جميع طلاب الدراسات العليا ومنهم طلاب المعهد العالي للقضاء إلا أن عدداً من طلاب الماجستير الراسبين في المعهد الحاصلين على معدل جيد في الاختبارات ومعدل ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى في العلاقات والنفوذ والقدرة على تحطيم الأنظمة واجتياز اللوائح والموانع بكافة الوسائل تمكنوا من الحصول على شهادات ماجستير كشرهة ومنحة ومكرمة استثنائية خاصة جداً من المعهد لهؤلاء الطلبة الذين سيعملون أو سيعودون لعملهم في سلك القضاء ليحكموا ان شاء الله بين الناس بالعدل والمساواة رغم أنهم لم يقبلوا بالعدل على أنفسهم وبالمساواة مع زملائهم كما أمرنا العزيز الحكيم في قوله تعالى في محكم كتابه الكريم {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم} وقوله تعالى {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون}. إن منح هؤلاء الطلبة المتميزين بعلاقاتهم شهادات علمية لا يستحقونها من خلال الواسطة أو الشفاعة الحسنة وغير الحسنة أو أي مسمى آخر مخالفة صريحة فاضحة للائحة الدراسات العليا وسابقة خطيرة جدا في مجال التعليم ومؤشر على ممارسات غير سليمة سبق ان تناولها صراحة الاستاذ عبدالرحمن آل الشيخ قبل سنوات في مقال كتبه عن مركز دراسة الطالبات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حين ذكر بأن انتشار الشفاعة الحسنة في الكليات وادارات الامتحانات تجاوزت الحدود والأنظمة والتعليمات ووصلت الى حد زيادة احدى الطالبات بأكثر من خمسين درجة لتصل الى درجة النجاح دون علم استاذ المادة وتوقعت حينها ان هناك مبالغات كبيرة في المعلومات الواردة في المقال وانتظرت من الجامعة نفي ما ورد فيه ومحاسبة الكاتب على اساءته لسمعة الجامعة العريقة واتهامه لها بارتكاب مخالفات خطيرة الا ان صمت الجامعة المطبق حتى الآن اكد صحة ما ذكره الكاتب الكريم عن تصرفات لا يمكن وصفها بالتجاوزات أو تبريرها بالشفاعات الحسنة فمن يرتكب المخالفات الخطيرة بدافع الشفاعة قد يرتكبها بدوافع أخرى.