إعانة الأعلاف .. مواضع الحكمة في القرار

Abstract

إعانة الأعلاف .. مواضع الحكمة في القرار محمد بن عبد الكريم بكر - 30/12/1428هـ mohbakr@alum.mit.edu يعد ملف أعلاف الثروة الحيوانية وعلى رأسها الشعير من بين الملفات المهمة في الشأن العام في المملكة العربية السعودية لما له من أبعاد اقتصادية واجتماعية ترتبط بمعيشة الناس ومصادر الرزق لشرائح عريضة من المجتمع، ومن ثم فإن أي نقص في الإمدادات أو ارتفاع في الأسعار يشكل مدعاة للقلق. ليس ذلك فحسب، بل إن هناك بعدا استراتيجيا لملف الأعلاف يزداد تعقيـداً عاماً بعد آخر، إذ إن الغذاء الأساس الذي تعتمد عليه الثروة الحيوانية في المملكة، وهو الشعير، يتم استيراده من الخارج بكميات فلكية تصل إلى أكثر من ستة ملايين طن سنوياً في الوقت الراهن أو ما يعادل نحو 45 في المائة من كامل الكمية المتاحة في السوق العالمية، ما يضع المملكة هدفاً للاستغلال من قبل تلك السوق التي تعمل وفق آليات تكاد تشبه التجمعات الاحتكارية (الكارتيل) بعيداً عن أية سيطرة أو تأثير من الدول المستهلكة. ولا تبشر كل المؤشرات للمستقبل المنظور بخير في ظل موجات الجفاف وسحب حصة كبيرة من المحاصيل الزراعية لإنتاج الوقود، ناهيك عن الزيادة السكانية وارتفاع مستويات المعيشة وما يترتب عليها من زيادة في استهلاك اللحوم والدواجن. تلك الأبعاد الثلاثة لملف الأعلاف: الاقتصادي، الاجتماعي، والاستراتيجي متضافرة تجعلنا ندرك أهمية القرار الذي كشفت عنه وسائل الإعلام يوم الأربعاء الموافق 24/12/1428هـ بصدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على تقديم دعم سخي كإعانة للعناصر المستوردة التي تدخل في صناعة الأعلاف التي يمكن إحلالها تدريجياً بديلا للشعير على المدى الطويل. ذلك الإحلال عندما يتحقق بإذن الله، ولو بشكل جزئي، فيه منافع عدة لجميع الأطراف إذ ستحصل الماشية على قيمة غذائية أفضل مقارنة بالشعير كمصدر منفرد للطاقة والبروتين. كما أن الهدر أو الفاقد في عمليات التعليف سيتم تقليصه بنسبة لا يستهان بها قد تصل إلى 30 في المائة تقريباً، ما يحقق وفراً كبيراً للاقتصاد الوطني ينعكس إيجاباً على كفاية قطاع الثروة الحيوانية في المملكة وقدرته على النمو بمعدلات جيدة مستقبلاً في بيئة قد تغيب عنها الموارد المالية حاليا. أما الشق الاستراتيجي في قرار خادم الحرمين الشريفين بإعانة الأعلاف الرديفة سيمنح المملكة مرونة في اختيار مصادر استيرادها، ما يساعد....