متى ترسم محافظة طريف على خارطة المملكة ؟

Abstract

متى ترسم محافظة طريف على خارطة المملكة؟ طريف - فهد الدغماني: المتتبع للطفرات التي مرت بها مملكتنا الحبيبة يلاحظ التركيز على المدن الكبيرة بشكل مكثف ولاضير في ذلك ولكن المناطق والمحافظات التي لم تلحق بأي (ركب) تظل تكافح هي وسكانها مابين نقص الخدمات وما بين الأرض التي ولدوا فوقها وتربوا فيها. وما محافظة طريف القابعة في أقصى شمال مملكتنا الحبيبة الا مثال حي وشاهد على هذا التخلف عن ركب الحضارة بل ان سكانها (50) ألف نسمة يرجون بل يحلمون بأقل القليل من الخدمات الأساسية، فالتعليم يعاني الأمرين ما بين مبان مستأجرة إلى متهالكة واكتظاظ الفصول بالطلاب وفوق ذلك كله لايوجد أي مؤسسة تعليمية بعد الثانوية العامة (للجنسين). بعد إقفال جمرك طريف والذي كان الشريان الاقتصادي الوحيد بطريف واستبداله بمنفذ (الدميثة) الحدودي (20) كلم قبل أكثر من 12عاما ولم يفتتح ظل العديد من سكان المحافظة يمنون أنفسهم انه سوف يأتي يوم ويفتتح هذا المنفذ لتدب الحياة في أقدم مدن الحدود الشمالية على الإطلاق والتي لها ذكريات جميلة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في السبعينات عندما كان يزور المحافظة بين الحين والآخر. ومما يزيد الغرابة أيضاً أن محافظة طريف كانت تصدر جوازات سفر وتم إلغاء ذلك وأصبح مقر جوازات طريف للوافدين فلا يستطيع المواطن السعودي إصدار أو تجديد أو إضافة مولود في حين نجد الوافدين يستطيعون فعل ذلك كله وفي نفس المحافظة. وفي حين تم اكتشاف الفوسفات والذي يبعد عن طريف 15كلم فرح أهالي المحافظة لبعض الوقت وتم إعلان أنه سوف يتم استخراج الفوسفات وعمل معالجة بسيطة (التعويم) في مكان استخراجه ومن ثم ينقل عن طريق سكة الحديد إلى مصانع لتستخرج منه بعض المشتقات ولماذا لم تكن الاستفادة من استخراج الفوسفات وفي نفس الوقت خدمة المنطقة بإقامة مصانع ومشاريع ذات صلة بالمنطقة وتوظيف العديد من أبناء المحافظة ودعم عجلة التقدم فيها، بل أصبح أبناء المنطقة لايستفيدون الا من تلوث البيئة أو كقول القائل (طيور الرهى تأكل فول مصر وتبيض في العراق)، في حين انه من الواجب إقامة مدينة صناعية تكون ارضا صلبة للعديد من المشاريع المتواجدة حالياً (اسمنت الشمالية، اسمنت الجوف، مصنع الحديد) والمشاريع المستقبلية مثل الاستفادة من مشتقات الفوسفات ويكفي هذا المشروع انه يجعل المملكة الثالثة عالمياً، تاركاً العديد من علامات الاستفهام حول تهميش منطقة الحدود الشمالية ولكي لا أطيل على القارئ الكريم سوف اسرد بعض ما ينقص المحافظة لتتضح الصورة أمامه (مكتب ضمان اجتماعي - عزل إدارة المرور عن الشرطة - إصدار رخص قيادة - تفعيل دور البلدية بشكل أكبر - تعيين قاض وكاتب عدل في أوقات انتدابهم أو إجازاتهم). كل هذا النقص الواضح للعيان أثر على محافظة طريف من كافة الجوانب سواء كانت أمنية أو اجتماعية، ولايزال أبناء المحافظة عند حاجتهم لمراجعة أي من هذه المرافق المهمة عليه أن يشد رحاله صوب مدينة عرعر (500) كلم كي ينهي ورقة أو حتى يطلب العلم لأحد أبنائه.