تحسين الصورة دون انفعال واستعلاء

Abstract

تحسين الصورة دون انفعال واستعلاء استهل الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما جولته الشرق أوسطية التصالحية مع العالم الإسلامي بزيارة الى السعودية مهد الإسلام وبلد الحرمين الشريفين، حيث مهوى أفئدة المسلمين فى بقاع الارض، وبحث مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سبل دعم المبادرة العربية للسلام في المنطقة، وتحسين العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي، قبل أن ينتقل إلى القاهرة محطته الثانية؛ لتوجيه خطابه للمسلمين في العالم، وهى بلا شك بادرة طيبة، إذا حسنت النوايا، يمكن البناء عليها لتجاوز ميراث قديم وحديث من العداء والهواجس بين الغرب وفي القلب منه الولايات المتحدة وبين العالم الإسلامي، وإذا كنا نشتكي دوما من سوء فهم الغرب ـ قادة، ورأيا عاما، وإعلاما ـ لقيمنا ومواقفنا وقضايانا العادلة، كما نحتج على غسل أدمغة الشعوب الغربية لحملها على معاداة العرب والمسلمين من خلال تقديم صورة نمطية مشوهة عن حضارتهم وتاريخهم وواقعهم، فعلينا أن نتساءل: ماذا قدمنا نحن بالمقابل لتوضيح المواقف وتصحيح النظرة؟ ذلك أن قدرا ما من المسؤولية عن رسوخ هذه الصورة الشائهة في الذهنية الغربية عن العالم الإسلامي يقع على عاتق المسلمين أنفسهم، وينبع من محيطهم، من خلال بعض الممارسات الخاطئة، ومظاهر التأخر والتراجع العلمي والحضاري التي تعم بلداننا، كل ذلك يسهم في إيجاد بيئة مواتية تشجع بعض الأوساط الإعلامية والفكرية والسياسية في الغرب على ترويج الصور المشوهة عن المجتمعات الإسلامية، تدفعها إلى شن غاراتها الإعلامية والسياسية والفكرية ضد المسلمين، أفرادا وجماعات وفكرا وعقيدة وحضارة وثقافة وتاريخا. فالعلاقة وثيقة بين صورة المسلمين في الداخل، وصورتهم في الخارج، الأمر الذي يتطلب اتخاذ المبادرات الفاعلة للتعريف بالإسلام والمجتمعات الإسلامية، دون انفعال أو استعلاء على الآخرين، وبغير تردد أيضا في الدفاع عن قيمنا ومبادئنا الإسلامية، وفضح ورفض المفاهيم التي تروج لحتمية الصراع بين الإسلام والغرب، ويتعين لتحقيق ذلك توفير الآليات اللازمة من كوادر متخصصة في مختلف المجالات، ودعم مالي كاف، تحت إشراف هيئات ومنظمات إسلامية رسمية وشعبية، بذلك فقط نصحح الصورة، ليس استجداء لرضا الغرب، ولكن لتوضيح الحقيقة، وإن لم نساعد أنفسنا بأنفسنا لن يساعدنا الآخرون.خالد الأصور