اتحدوا الآن

Abstract

اتحدوا الآنالخميس, 6 أغسطس 2009رأي المدينةلم تغب القضية الفلسطينية عن بال القيادة السعودية يومًا واحدًا منذ عهد القائد المؤسس الملك عبد العزيز -يرحمه الله- الذي وضع تأييد تلك القضية، وتقديم كافة أشكال الدعم لها ضمن أهم الثوابت السعودية، التي حرص أبناؤه البررة على حمل أعبائها، والالتزام بها، وصولاً إلى هذا العهد الميمون، حيث جعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- قضية فلسطين، والقدس، والشعب الفلسطيني شغله الشاغل.لم يقتصر الدعم السعودي لفلسطين وقضيتها وشعبها على الدعم المادي، والمعنوي، والسياسي وحسب، وإنّما امتد أيضًا ليشمل النصيحة من قِبل تلك القيادة الملهمة، وهو ما تجلّى في أول صوره في عهد الملك عبدالعزيز بنصيحته للفلسطينيين بأن يعتمدوا بعد الله على سواعدهم في تحرير وطنهم، ثم تجلّى مؤخرًا في النصيحة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين للرئيس الفلسطيني محمود عباس وأعضاء حركة فتح عبر برقيته لهم بمناسبة عقد المؤتمر السادس لفتح، بالتأكيد أولاً على الرابطة الروحية الخالدة بين الذين يؤمّون المسجد الحرام، وبين المقيمين في رحاب المسجد الأقصى التي عبرت عنها الآية الأولى في سورة الإسراء، وهو ما يجعل من تلك القضية لا تهم الفلسطينيين وحدهم، بل تهم ألف مليون عربي ومسلم.تحذير المليك المفدى المؤتمرين في بيت لحم من أن القضية الفلسطينية توشك أن تدخل نفقًا مظلمًا لا خروج لها منه، إن لم تتداركها رحمة الله، يعكس قلق المملكة ملكًا وشعبًا على مصير هذا الشعب المثابر الصابر، في ظل الخلافات المتفاقمة بين رفاق السلاح، والمصير المشترك التي جعلت الشقيق يحارب الشقيق، وجعلت الصديق يتآمر على الصديق، بما يخالف طبيعة الأشياء، ويعتبر خروجًا صريحًا على التوجيه الرباني الكريم، ويشكل الخطر الحقيقي على مستقبل القضية والشعب الفلسطيني، لا سيما وهو يؤكد الحقيقة بأن العدو المتكبر المجرم لم يستطع عبر سنوات طويلة من العدوان المستمر أن يلحق من الأذى بالقضية الفلسطينية ما ألحقه الفلسطينيون أنفسهم من أذى بقضيتهم في شهور قليلة، وأن العالم لو أجمع كلّه على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، حاشدًا لها كل وسائل الدعم والمساندة لما قامت هذه الدولة والبيت الفلسطيني منقسم على نفسه.