المجتمع السعودي يحفزه الرضا ويقلقه الترقب!

Abstract

الحالة التي يعيشها المجتمع السعودي بعد القرارات التطويرية والتعديلات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز المسيرة التنموية في السنوات المقبلة ولمواكبة الرؤى الطموحة التي يقودنا بها الملك عبدالله في سعيه الحثيث لزيادة رخاء الوطن والوفاء باحتياجات المواطن، هي حالة استثنائية تجمع بين الترقب والرضا وبين الأمل والخوف أيضا. فهذه التعديلات والتغييرات لم تتم إلا بعد دراسة مستفيضة لأوضاع وأداء الوزارات والمؤسسات الحكومية المختلفة ومدى ما تحتاجه من تعديل. الترقب يغلفه الخوف من أن تعجز هذه التغييرات عن حمل آمالهم المرجوة ومن أن لا تألف قلوبهم تبعات هذا التغيير . أما الرضا عن هذه التغيرات فهو نابع من صميم قلوبهم بأن تنعش آمالهم وتجددها في هذه التعديلات الإصلاحية علها تقودهم لما هو أفضل. قد يكون من الصعب تحديد الأثر الذي يمكن أن تحدثه هذه التغييرات في مستوى الأداء الوزاري والمؤسسي الحكومي لأن الزمن وحده هو القادر على إظهار نتائج هذه التعديلات . إلا أن الروح الطموحة الوثابة التي تمثلت في شخص مليكنا المجدد والمسارات الجديدة التي انتهجها لتوسيع آفاق المواطن وزيادة تفاعله بما اتخذه من قرارات حازمة وحكيمة في مسائل حساسة في المجتمع من خلال تفعيله وتحفيزة للاجتهاد في القضايا الدينية والدنيوية المستجدة بما أدخله على هيئة كبار العلماء من تعديلات لتشمل المذاهب الأربعة. ومن خلال دعمه للمرأة السعودية وتعزيز ثقته بكفاءتها وقدرتها على توظيف طاقاتها ومواهبها لخدمة وتطوير الوطن مثلها في ذلك مثل الرجل بتعيينه للأستاذة نورة الفايز نائبة لوزير التربية والتعليم . وهي مهمة ليست بالسهلة كونها تحمّل صاحبتها عبء الأسبقية فجميع الأنظار موجهة إليها في الامتحان الصعب الذي وضعت فيه لتمثل المرأة السعودية وعدالة قضيتها في مطالباتها السابقة والمستمرة بتفعيل دورها وتطويره في المؤسسات الحكومية المختلفة وإفساح المجال لها لإبراز قدراتها وطاقاتها . اختيار الملك عبدالله للأستاذة نورة وتكليفه لها بهذه الأمانة هو تكليف لجميع النساء السعوديات وأمانة نحملها في رقابنا جميعا كنساء سعوديات توجب علينا أن نقف مع الأساتذة نورة وأن ندعمها بالقول والعمل سواء كعاملات في مجال التعليم أو في المجالات الأخرى لأن نجاحها هو نجاح لنا . نسأل الله العلي القدير أن يوفقها ويسخر لها من أخواتها من هن عون لها في مهمتها الجديدة والمثقلة بالكثير من الهموم التعليمية والنسوية .