السعودية وفرنسا .. زمن المثاقفة
التاريخ
2007-06-23التاريخ الهجرى
14280608المؤلف
الخلاصة
السعودية وفرنسا.. زمن المثاقفة د. عبدالله بن علي الخطيب ؟(تبقى الثقافة عندما تنسى كل شيء) هي مقولة لأحد المفكرين الشرقيين، اشتهرت على لسان السياسي الفرنسي إدوارد أريو، ونفهم منها ديمومة وأصالة ومركزية العمل الثقافي مقارنة بالممارسات والاستراتيجيات الأخرى السياسية والاقتصادية بصفتهما حراكين متلازمين. وبما أن الثقافة بجميع مكوناتها تشكل الطريق المنطقي لامتلاك القوة المعرفية وكذلك أحد أهم السبل للتفاعل مع الآخر وتبادل التجارب العلمية والتاريخية والفكرية والفنية، فقد اتخذت المملكة خطوات مهمة لجعل الثقافة أحد أهم الأسس التي تقوم عليها العلاقة مع الآخر. ولما لفرنسا من مكانة مرموقة عالمياً، اكتسبتها من منجزات هائلة لكونها إحدى الدول الرائدة عبر التاريخ في الأدب والعلوم، فقد كان من المنطقي أن تقيم المملكة العربية السعودي علاقات تعاون وثيقة مع فرنسا بهدف التفاعل معها والاستفادة من حضارتها وامتدادها الضارب في التاريخ. وقد بدأت أول إشراقة للمثاقفة مع المجتمع الفرنسي من خلال إبرام اتفاقية مع بداية الستينيات الميلادية، تم بموجبها نقل التجربة الفرنسية في البحث العلمي والتقني للمملكة، وتم ابتعاث ستين مدرباً سعودياً إلى مراكز التدريب المهني الفرنسي ثم تنامت هذه العلاقة بتعليم اللغة الفرنسية في السعودية حتى أتت النقلة الأخرى في ابتعاث الطلاب السعوديين إلى الجامعات الفرنسية، وتواترت التجربة والتقى المجتمع الفرنسي مع واقع السعودية بمعرضها (المملكة بين الأمس واليوم) في منتصف الثمانينيات، لتكون الخطوة الأولى نحو فعل ثقافي هو شاهد العمل السياسي الذي تنتهجه الحكومة السعودية وتواصلاً على ذات العمل، وفي ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - تشهد المملكة اليوم نقلة كبرى في العلاقة مع الدول، ومنها فرنسا، إذ بدأت هذه النقلة النوعية من حيث تنويع دول الابتعاث والتدريب، والنهل من التجارب العالمية باختلاف وسائلها. وإذ تحققت دعائم هذه العلاقة بين البلدين بالاتفاقية المذكورة، معززة بصدق التعاون ورغبة قوية لدى الطرفين لتنمية صناعة المشتركات، فإننا نشهد اليوم زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى فرنسا وهي تعيش حقبة سياسية جديدة وتتزامن هذه الزيارة والمنحى الجديد في المشهد السعودي على مستوى العالم، وفي كافة الأصعدة، فبعيداً عن الدور السياسي، تأتي متطلبات التنمية الحديثة....
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
429289النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14243المؤلف
عبدالله بن علي الخطيبتاريخ النشر
20070623الدول - الاماكن
السعوديةفرنسا
الرياض - السعودية
باريس - فرنسا