الحوار الوطني : المشكلة والحل الجذري
التاريخ
2008-05-05التاريخ الهجرى
14290429المؤلف
الخلاصة
الاثنين, 5 مايو 2008د. عائشة ابو الجدايلأُنشئ مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لخلق جوٍّ من قبول وجهات النظر المختلفة (الرأي.. والرأي الآخر)، والحوار في حدِّ ذاته تقريب بين الناس إذا تباعدوا.. والمهم هو نتائج الحوار. فهل حوارنا الوطني هو للإقناع بوجهات النظر المعاكسة؟ أم هو لطرح وجهات النظر، وطرح الاحتياجات الضرورية، ومن ثم إيجاد حلول جذرية للمشاكل التي طُرحت؟لقد طُرح في العامين الأوّلين للحوار الوطني مشاكل القضايا الفكرية. ثم انتقل الحوار بعدها من المجال الفكري إلى المجال الخدمي.. وهو المجال الذي يمس حاجات الناس الضرورية، مثل التعليم والعمل... الخ.والمفروض أن هذه أمور لا يوجد حولها خلاف في وجهات النظر، بل تحتاج إلى نقاش وحوار لإيجاد مخارج وحلول جذرية، حيث إن موضوع العمل على سبيل المثال لا يناقشه فرقاء مختلفون في وجهات النظر، بل يناقشه الذين يعانون من عدم وجود فرص للتعليم، وعدم وجود فرص للعمل، وعلى هذا الأساس قامت محاور الحوار الوطني السابع التي دارت حول البطالة وأسبابها وتشخيصها، ثم علاجها، وعمل المرأة في إطار الشريعة الإسلامية، ثم الأنظمة واللوائح المنظمة للعمل، وأخيرًا القطاع الخاص ودوره في التوظيف.والمفروض طرح القضايا المُشار إليها، ومناقشة أسباب المشاكل وتشخيصها، ثم إيجاد علاج ناجع لها. وبعد إيجاد الحل تُرفع لولي الأمر الذي يوجّه الجهات المعنية بتنفيذها، وهذا في نظرنا وظيفة مركز الحوار الوطني في الدرجة الأولى؛ لأن الحوار يُعقد لإيجاد حلول جذرية، وليس عرض وجهات نظر مختلفة، ثم تترك المشاكل معلّقة، أو حتى الميل إلى وجهة نظر على حساب وجهات النظر الأخرى.وهذا ما حدث عند مناقشة عمل المرأة، الموضوع الذي سيطر على الحوار، وأصبح بؤرة النقاش، وقد أبدى كل المحاورين آراءهم في الموضوع، ولكن وللأسف عندما رُفع التقرير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين رُفع بشكل لا يمثّل ميزان العدالة في شرح وجهات النظر المختلفة. فقد مال إلى وجهة النظر التي لا تؤمن بعمل المرأة خارج بيتها.. وفي نفس الوقت أشار إلى وجهة النظر التي تقول: إن عمل المرأة ضروري؛ لتغطية حاجاتها المادية، وذلك باقتضاب شديد.. ولم يشرح حاجة المرأة الضرورية خصوصًا لغير المتزوجات، والمطلّقات، والأرامل اللواتي يقع على كواهلهنّ عبء الإنفاق على الأسرة، بل أسهب في شرح وجهة النظر الأخرى التي تقول بأن عمل المرأة الأساسي في منزلها، وعزز وجهة نظره بالدراسات التي أُجريت في الغرب، والتي نتيجتها تقول: إن كثيرًا من المتعلّمات المتألّقات في أعمالهنّ عُدْنَ إلى المنزل.. وهناك سؤال يطرح نفسه: متى عُدن؟ هل عُدْنَ بعد أن حقّقن دخلاً يعتمدن عليه ؟ أو الاعتماد على الرواتب التي تصرفها دولهنّ للعاطلين عن العمل؟إن مقابلة خادم الحرمين الشريفين أتاحت الفرصة لشرح وجهة النظر الأخرى، حيث طالبت المشاركات في الحوار باستحداث قانون يأخذ بعين الاعتبار تحقيق الحصول على مناصب عُليا في الدولة. ولكن للأسف لم يشرحن الحاجة الملحّة لعمل المرأة، وخصوصًا المرأة المُعيلة، وأن عمل المرأة الآن ليس ترفًا، وليس لتحقيق الذات فقط، وليس أيضًا لكسب الاستقلال المادي، بل هو للضرورة القصوى الملحّة؛ حتّى لا تنزل المرأة إلى درجة التسوّل. إن الذين يطالبون بقرار المرأة في بيتها، مطالبون بأن يطالبوا لها برواتب مجزية، تكفيها شرَّ السؤال.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
429554النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16448الموضوعات
الاجورالمرأة - رعاية اجتماعية
الموظفون - مرتبات ومعاشات
تمكين المرأة
مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني (الرياض)
المؤلف
عائشة ابوالجدائلتاريخ النشر
20080505الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية