اليوم الوطني .. نهضة مستمرة

Abstract

اليوم الوطني.. نهضة مستمرة م. سعد بن ا براهيم المعجل استطيع القول ان المملكة العربية السعودية ظلت، ومنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ وهي ترتقي سلم التنمية التي شملت ولا تزال جميع أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والحضارية، تنمية مهدت السبيل أمام عيش كريم وحياة مليئة بالعمل والأمل للمواطنين والمقيمين على ارض المملكة، بل وجعلت من بلادنا ولله الحمد أحد اللاعبين الدوليين على مسرح الاقتصاد الدولي. ورفدت مسيرة البناء والنماء طيلة عهود الحكم المختلفة بدعم مستمر وارادة حاسمة، ومنحت شمول النظر وبصارة الفكرة الثاقبة، حتى بدت سنوات الحكم الرشيد، منذ عهد الملك المؤسس يرحمه الله، وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، أشبه ما تكون بورشة العمل المنسجمة في خطوط انتاجها، يتمم ويقود فيها الجزء إلى الكل. وفي مناسبة اليوم الوطني لبلادنا العزيزة، تبدو مشاهد التطور والازدهار الاقتصادي أكثر وضوحا ودلالة على صدق عزم القيادة الرشيدة والتزامها ومثابرتها على آداء دورها الوطني الخلاق، الذي تترجمه الأفعال العملاقة والتعهدات الواثقة إلى مشروعات صناعية وخدمية بالغة الحيوية والأثر الآن وفي المستقبل. وخلال عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ حظي المواطن بأكبر دعم ورعاية من الدولة، حيث مثلت مقولة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، (من نكون نحن بغير المواطن السعودي)، مشروعا منهجيا لعمل الدولة واستراتيجياتها تجاه المواطن والوطن. وفي الجانب الاقتصادي الذي يعد عصبة الحياة لأي دولة فقد حققت المملكة نجاحاً كبيراً في مجال بناء القاعدة الاقتصادية وتنويعها لتخفيف الاعتماد على البترول وذلك من خلال تعزيز قدراتها الانتاجية في القطاعات الأخرى، فقد تضاعف الناتج المحلي الاجمالي غير النفطي أكثر من أربع مرات وبمعدل نمو سنوي متوسط قدره (6 بالمائة). ولكن فيا وطني وككل الأوطان لديك مشاكل عديدة، ولكنها بإذن الله قابلة للحل، يا وطني ككل الأوطان لديك مواطنون لم تتيسر لهم الحياة الكريمة، ولكن الأمل بالله ثم بحرص خادم الحرمين الشريفين فإن اليسر قادم بإذن الله. ياوطني وككل الأوطان هناك كثيرون من يستطيعون تعطيل مسيرتك بأسباب واهية وحلول غير واقعية، ولكن بتسهيل مناقشة الآراء وتبادل الأفكار والحوار الهادف ستتضح بإذن الله أسباب التعطيل وطرق تيسير مسيرتك. ان مسيرة البناء لهذا الوطن تسجل بكل فخر واعتزاز مكانة المملكة في مجال الصناعة حيث أصبحت صادرات المملكة من المنتوجات الصناعية وبخاصة البتروكيماويات تسوق في (139) دولة، علاوة على تحقيق المزيد من الاكتفاء الذاتي في العديد من السلع الصناعية التي كانت تستورد من الخارج، ومن خلال المنظورالقريب فان اسهام القطاع الصناعي في ارتفاع مستمر في اجمالي الناتج الوطني، ان هذه النهضة ترافقت معها جملة تطورات صناعية واقتصادية عملاقة، حيث نشهد الآن ما يشبه الزخم الاقتصادي القوي، الذي أدى وخلال اقل من عامين فقط إلى تحسين أوضاع المواطنين ونمو مداخيلهم بشكل واضح، وذلك من خلال موافقة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ على زيادة رواتب الموظفين بنسبة 15 بالمائة وتخفيض أسعار الوقود بنسبة 33 بالمائة والتوسع الكبير في الشركات المدرجة لأول مرة في سوق الأسهم المحلية. وفي مجال التعليم العام والعالي، نجد ان حكومتنا قد زادت المخصصات المالية لهذا القطاع بنسبة تصل إلى 50 بالمائة للعام الحالي مقارنة بالعام 2005 م، حيث بلغت ميزانية هذا القطاع الحيوي الذي يعد ركيزة التعمير وأساس كل نهوض تنموي لهذا العام 78 مليار ريال وتضمنت انشاء 2673 مدرسة جديدة للبنين والبنات، وافتتاح 3 جامعات جديدة و 3 كليات تقنية للبنين و 5 معاهد تقنية عليا للبنات و 12 معهدا للتدريب المهني بالاضافة إلى تجهيز وانشاء 85 كلية جديدة في الجامعات القائمة، وتجهيز 3 مستشفيات جامعية جديدة. كما تمت الموافقة السامية على ابتعاث 18 ألف مواطن لاستكمال دراستهم العليا في كافة التخصصات في جامعات أميركا ودول آسيا، وذلك ضمن برنامج جديد يحمل مسمى (برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي)، وتتمثل أهمية هذا البرنامج العلمي المعرفي الخلاق، في انه سيركز على الجوانب العلمية والتطبيقية والهندسية التي سيحتاجها سوق العمل المحلي خلال السنوات المقبلة، خصوصا وان هناك نحو 700 ألف وظيفة جديدة يجب أن توفرها هذه السوق للخريجين والخريجات الجدد، ان الاحتفاء بيومنا الوطني هو احتفاء بسجل من الانجازات التي تمنحنا مزيدا من التصميم على مواصلة هذه المسيرة المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله. * نائب رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ورئيس اللجنة الوطنية الصناعية بمجلس الغر