نصير الفقراء ..

Abstract

كلمة الرياض نصير الفقراء.. لعلي كرم الله وجهه مقولة شهيرة لو كان الفقر رجلاً لقتلته فكيف بخليفة في عظمة علم وبطولة علي يتحمل وزر قتل، لولا أن الفقر أكثر مآسي البشر وأبشعها على طول التاريخ، وحين نستشهد بهذا القول المأثور والكريم، نجد أن خادم الحرمين الشريفين، هو الذي طرح استراتيجية مكافحة الفقر بالمملكة وفق أسس تتبناها الدولة وضمن قواعد تنظم حالات هذه الفئات في المجتمع.. قبل أيام، وبأمر من خادم الحرمين الشريفين تم ابتعاث مجموعة من أصحاب الاحتياجات الخاصة لجامعات أوروبية وأمريكية، ومنهم من كان على درجة عالية من الذكاء بالحصول على علامات متقدمة على أقرانه الأصحاء في التعليم العام، وبهذا الفعل نجد جمعاً بين رفع الكفاءات التعليمية، وتلمس احتياجات الفقراء الذين هم جزء من أسرتنا الكبيرة في هذا المجتمع.. هذا التحرك السريع والإيجابي جاء من شعور خاص تبناه الملك عبدالله ليكسر الحاجز بين الفقراء وميسوري الحال، وبينهما والأغنياء، وطالما هو من تعهد العمل الإنساني والخيري، فإن منابع هذه المشاعر ليست غريبة عليه، حين تعهد بخطوات مماثلة طالت أفراداً وجماعات أعتقتهم من الديون، والحبوس، وكإقرار بإنسانيتهم جاء من تولى هذا الفعل بدافع الإيمان الذي اضفى حبه على كل مواطنيه، ومواطنين آخرين في الوطن العربي والعالم الإسلامي.. خطوات الملك عبدالله غير مسبوقة إلا في أمثال مضيئة في التاريخ، وهو هنا يعيد مواقف شمولية، لا تقتصر على حالة واحدة، معتبراً رفع مستوى المواطن من الفئات الدنيا تحصيناً له ضد الانحراف، أو الانجرار إلى السلوك المتباعد عن الأسوياء، وفي هذا الشأن مساهمة مباشرة في إصلاح اجتماعي لا يقوم على النظريات، أو القرارات البطيئة، بل بالمباشرة في طرح الحلول السريعة، وهي خطى إنسان ينطلق من أبوة اجتماعية وذات إحساس رائع في مشواره القديم والحديث.. صحيح أن هناك ثروة، وتدفقاً مالياً كبيراً في المملكة لكن غيرنا لديه موارد أكبر، ومع ذلك نجد أحزمة الفقر تطوق مدناً مثل نيويورك، وباريس، ولندن، وغيرها لم تستطع حسم حالات المشردين والفقراء، حتى إن إحصائية قريبة لمنظمة الأغذية تقول إن فائض الغذاء في أمريكا قادر على إطعام كل فقراء افريقيا، ومثلها، ولو بنسب أقل، الفوائض عند اغنياء أوروبا والدول المتقدمة.. الموضوع ليس فقط إحساناً من غني على فقير، أو نظاماً يكفل مثل هذه الحالات، وإنما أن يكون رأس الدولة هو من يتبنى هذا الخط ويوفر له عوامل النجاح وفق غايات إنسانية لا دعائية، منتظراً الجزاء من الخالق الكريم وحده.. تناغم الحب بين الملك عبدالله، ومواطنيه، لم يأت اعتباطاً، أو بمجهود قادته وسائل الإعلام والدعاية الرسمية، بل بجعل الحقيقة هي من يتواصل في رسم العلاقات المثالية والتلقائية بين القائد وشعبه، وهذه الشمولية بالتلاقي على الحب والإخلاص هي عربون مواطننا وقيمنا الأصيلة مع الأب، والقائد..