الجولة الأوروبية .. روح الشرق دائما هنا؟
الخلاصة
تمثل أسبانيا بالذات في الفكر العربي ذاكرة حية، لأمجاد أمة مضت، وبعيداً عن الخلافات التاريخية في مرحلة ما بعد سقوط الأندلس، إلا أن لهذا البلد الأوروبي امتدادا عميقا في الوعي العربي قديماً وحديثاً، ليس للتأثير الذي أحدثه المسلمون الأوائل، لكن لأننا يجب أن نستفيد من التاريخ، حلوه ومره، ونتعظ من أحداثه وتجاربه، فالعالم اليوم، يجب أن يحاول بناء علاقاته على أسس صحيحة، مستفيداً من التقارب الفكري والحوار الثقافي، والمصالح المشتركة، ويتجنب الترسبات والعداءات ويتجاوز الأحقاد والخلافات. ومن هذه النظرة تحديداً، ينطلق أي تحرك سعودي، وتنطلق أيضاً كل الخطوات المؤدية إلى جسر هوة الخلافات الحضارية، وتعميق التآلف الإنساني ووحدة الخلق البشري المحب في التعايش بسلام، والانتماء للأرض الواحدة التي تجمعنا جميعاً، مهما اختلفت عقائدنا وألواننا وأدياننا وجنسياتنا. وهنا، رأينا الجولات السعودية المتكررة شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً.. يحمل فيها خادم الحرمين الشريفين يد السلام لترفرف بين الأمم، معززة الاستقرار وتبادل المنافع، لا تبادل الشرور، والاتفاق على الجوانب الخيرة على وجه الأرض، وتكريس مسيرتها لمصلحة جميع أبناء آدم.. فالمليك الذي عزز في ماليزيا وإندونيسيا واليابان والصين والهند قيم التعاون الاقتصادي والإنساني، مد أيضاً يد الصداقة إلى العالم الغربي بمختلف قواه وأفكاره، مؤكداً بذلك شفافية السياسة السعودية القائمة على الاحترام المتبادل والصداقة المستمرة. فالسياسة السعودية التي ترسي اليوم في أسبانيا تاريخاً جديداً يعزز هذه القيم، تأمل في أن تعيد المنهجية في العلاقات الدولية، وبالذات في تلك الدول التي لا تزال تتمتع بما يسمى «روح الشرق»، والدبلوماسية السعودية كما تنطلق دائما من ثوابت هذا الشرق، ومواكبته للعصر، إنما تؤكد من خلال ذلك حرصها على تجديد دماء هذه العلاقات، وتطويرها اقتصادياً بما ينعكس على كل ما فيه مصلحة الشعوب ورخاؤها واستقرارها. ولقد حرصت المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ على توكيد العمل المشترك مع كافة القوى العالمية، من اجل الاستقرار والسلم العالميين، اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، ليس من منطلق أنها أكبر مصدر عالمي للطاقة فقط، لكن من كونها تمثل ركيزة محورية دينياً وعقائديا، لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم يشكلون ثلث العالم تقريباً، لهذا وعندما تجتمع الركيزتان تزداد الأهمية.. الأهمية التي تتجذر مع الأيام، تقودها حنكة سياسية حكيمة، وإرادة واعية وشعب يتطلع لكل ما فيه خير الإنسانية والشعوب.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
439904النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
12421الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجيةعبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الزيارات
تاريخ النشر
20070618الدول - الاماكن
اسبانياالسعودية
الصين
العالم العربي
الهند
الولايات المتحدة
اليابان
اندونيسيا
ماليزيا
الرياض - السعودية
بكين - الصين
جاكراتا - اندونيسيا
جاكرتا - اندونيسيا
طوكيو - اليابان
كوالالمبور - ماليزيا
مدريد - اسبانيا
نيودلهي - الهند