ردا على بوش وأريس بخصوص الشرق الاوسط - الجذور المهملة للصراع مدفونة تحت أرض قابلة للاشتعال

Abstract

الرئيس جورج دابليو بوش، ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس، بررا مراراً عدم رغبتهما في المطالبة بوقف إطلاق نار في لبنان، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بالحاجة إلى التصدي لما يواصلان وصفها بـ جذور المشكلة. دعونا نصدّق ما يقولان، إن نزيل الغبار وننبش الأرض لنتفحص تلك الجذور بعناية. ما سيظهر هو أن أمريكا وحلفاءها في الشرق الأوسط أظهروا مقدرة متلاشية صفرية باستمرار, على إدراك الأسباب الجذرية للصراع في المنطقة، ناهيك عن الرغبة أو القدرة على التعامل معها. يجب التركيز أولاً، كما قال برنت سكاوكروفت، مستشار الأمن القومي للرئيس بوش الأب، في صحيفة واشنطن بوست، إن حزب الله ليس مصدر المشكلة، بل هو مشتق من السبب، الذي يتمثل في الصراع المأساوي حول فلسطين، الذي بدأ 1948. كان حزب الله، في حقيقة الأمر، قد فقس نتيجة اجتياح إسرائيل للبنان في 1982، وكان يرمي إلى تدمير منظمة التحرير الفلسطينية، وكانت القابلتان القانونيتان له إيران وسورية - فقد ولد حزب الله في السفارة الإيرانية في دمشق - لكن الأبوين كانا إسرائيل وأمريكا, التي أحجمت, أي الأخيرة, عن كبح حليفتها إلى أن مسحت بيروت الغربية عن الأرض تقريباً. وفشلت المحاولات المتكررة من إسرائيل، بعدئذ، لسحق حزب الله، وبدلاً من ذلك، فإن الهجوم الحالي بالكاد أضر بالقدرة العملياتية للحركة الشيعية الإسلامية، بل أدى إلى رفعه إلى ذروة هيبته، في لبنان والعالم العربي، وبشكل إعجازي، بين المسلمين السنة الذين يعتبرون الشيعة رافضة وعملاء لإيران. حزب الله منظمة بثت فيه الحياة نتيجة صراع لم يحل، مثلما هو حال حماس وحلفائها المقاتلين على الجبهة الأخرى لإسرائيل. والسبب الجذري لذلك الصراع هو الأرض: وبشكل أساسي، المعركة بين العرب واليهود حول كيفية المشاركة (إن كان المشاركة ستتم) في الأرض المقدسة المكتظة والقابلة للاشتعال. إن الفشل السياسي والدبلوماسي في السعي إلى حل، وتطبيق قرار حول هذا الصراع، تخل مذهل عن المسؤولية، ولا سيما إزاء الأجيال المستقبلية التي سوف تضطر إلى التعامل باستمرار مع المحاولات الشريرة لتسويته مرة واحدة وإلى الأبد. لكنه لا يوجد أي لبس بما يجب أن تكون عليه مخططات مثل هذه التسوية. ويكمن الحل في الحدود التي وضعها الرئيس بيل كلينتون وفي أكثر من دزينتين من المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في طابا، في مصر، بعد انهيار مفاوضات....