عندما يكون الخلاف منطقيا

Abstract

بقلم : محمد الوعيل عندما يكون الخلاف منطقياً محمد عبدالله الوعيل أعتقد أن الكثير من المراقبين والمتابعين للشأن السعودي ، سوف يتوقفون بكثير من التأمل والنظر في حديث الملك عبد الله بن عبد العزيز عن رؤيته للخلاف في الرأي ، ونظرته للمنطلقات الصحية والصحيحة لما يجب أن تكون عليه خلافات الرأي. ولا شك أن التأمل والنظر في موقف خادم الحرمين الشريفين من هذه القضية ، يحتاج إلى قراءة عميقة ودقيقة لمجمل (( خطابه )) السياسي ، بل الإنساني أيضاً ، وفي ضوء فهم واسع للمكونات الشخصية لهذا القائد العربي المسلم الكبير. فالمليك القائد ، عندما قال : (( أنا أحترم من يحترمني ، وحتى من يختلف معي أحترمه ،طالما أن هذا الاختلاف ينطلق من مصلحـة الأُمة وليس مدفوعاً بمصالح شخصية ضيقة )) كان يعبر ـ في رأيي ـ عــن موقــف ثابت وعميق وقـــوي ، ينطلق مــن رؤيته للمجتمــع السعـــودي باعتبـــاره أُســــرة واحـدة من الطبيعي أن يكون بين أفرادها تمايز أو تباين أو اختلاف في وجهات النظر والآراء إلا أنها تجتمع على (( مصلحة )) واحدة و (( غاية )) واحدة هي تقدم هذا الوطن ونهضته والإعلاء من شأنه ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، وفي ذلك فقط يمكن أن يكون الخلاف منطقياً ومقبولاً طالما كانــت (( البوصلـة )) التي ترشده وتوجهه هي (( مصلحة الأُمة )) وليست المصالح الأنانية أو المصالح الشخصية الضيقة. القراءة العميقة والمتأنية لهذه العبارة القصيرة ، تحتاج إلى وقفة طويلة لاستجلاء دلالاتها ومعانيها، في إطار قراءة للكثير من قراراته ومواقفه عبر فيها عن تقديره لحرية الرأي والتعبير مؤكداً أكثر من مرة إدراكه أهمية الاختلاف في وجهات النظر مدخلاً لتقوية الشعور بالانتماء وتوسيع عملية المشاركة الشعبية في بناء الوطن وتقدمه. ولا شك أن هذا الموقف الثابت ينطلق أيضاً من طبيعة العلاقة الفريدة والمتميزة التي تربط هذا القائد التاريخي بشعبه وأُمته ، حيث يرى الجميع في هذا البلد (( أهله )) و (( أُسرته )) ويرى نفسه ـ بكل تواضع وبساطة ـ خادماً لأبناء الوطن. إنه خطاب (( ثابت )) يعكس الملمح الأساسي في شخصية الملك عبد الله ومنه انطلقت عملية الإصلاح التي بــدأت منذ نحـــو أربع سنوات بجلســـات الحــوار الوطني ، حيث شهدت المملكة حواراً ومناقشات غير مسبوقة في تاريخها ، وفي هذا الإطار شهدنا أيضاً إنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ، وفي تطور غير بعيد ولا ينعزل عن هذا التوجه أنشئت هيئة حقوق الإنسان ، كما حققت الصحافة السعودية نقلة (( نوعية )) في مجال التعبير والرأي استحقت إعجاب الكثير من المراقبين والمعنيين بالشأن السعودي ، وهي نماذج وأمثلة لتطورات كثيرة مهمة ، عكست حاجات المجتمع إلى التطور والنمو ، وواكبت في الوقت نفسه انفتاحاً ضرورياً على العالم من حولنا. إن كلمات المليك واضحة وصريحة دائماً ، ولا تحتمل تفسيرين ، وتعبيره عن احترامه الاختلاف في الرأي الذي ينطلق من مصلحة الأُمة ، هو ـ من وجهة نظري ـ موقف يعكس رؤية القائد ورجل الدولة لما يجب أن تكون عليه الحرية ، ولما يجب أن يكون عليه التعبير عن الرأي فالحرية ليست انفلاتاً أو تفلتاً ، والتعبير عن الرأي ليس فوضى ، ولكنهما التزام ومسؤولية قبل أن يكونا قفزة في الفراغ. ولا شك أن حرص المليك على التعبير عن احترامه (( حتى لمن يختلف معه )) إنما هو رسالة صريحة لأصحاب الفكر الإقصائي ودعاة أحادية التفكير ، بضرورة التأكيد العملي على احتضان ورعاية كل ألوان الطيف الفكري والثقافي والمذهبي في مجتمعنا ، وهي ضرورة لتعميق الانتماء الوطني. @@ برافو د/ عقيل 170 ألف ريال أصبحت في صندوق الشؤون الصحية بالشرقية بسبب حرص ومتابعة الدكتور الصديق عبد الرحمن الغامدي مدير الشؤون الصحية بالمنطقة ، هذا الرجل الديناميكي في عمله والذي ابتسامته تسبق كلماته حيث أصدر عدة عقوبات وغرامات بحق عشر منشآت صحية خاصة في محافظة (( الخبر )) (( يا عيني على الخبر )). كل ما نتمناه أن تمتد هذه العقوبات إلى بعض المستوصفات الحكومية والأطباء فيها خاصة التي في الأحياء .. كما يمتد هذا الإجراء إلى شركات النظافة في المستشفيات الحكومية .. على كل حال برافو د. عقيل ولا أزيد. @@ تذكر !! تذكر ـ يا سيــدي ـ حينمـــا تعاني الأمريـــن من أخطاء غيرك فهي أفضل بكثير من أن ترتكبها أنت وتذكر ـ أيضاً ـ لو أن للأخطاء رائحة لما جلس أحد بجانب أحد ، لكن المؤلم أن البعض يصعد على أخطاء الآخرين .. أليس كذلك. @@ وخزة .. أحياناً يكون الكذب أقدر من الحقيقة على تبيان ما يدور في النفس