زيارة ولي العهد لليمن - اليمنيون يحتفلون بعيدهم الوطني علي ايقاع خليجي بحضور الأمير سلطان

Abstract

يعتقد غالبية اليمنيين هذا العام أن الاحتفال بعيدهم الوطني الـ 16 حمل مشاركة وبعدا سعوديا وخليجيا مواكبا، إذ يحتفل الجميع في الخليج العربي باليوبيل الفضي لتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي صادف 25 من أيار (مايو) الجاري. من ناحية أخرى, سيحتفظ الاحتفال اليمني هذا العام بالمشاركة السعودية الواسعة التي هيأتها تصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بشأن مستقبل علاقات خليجية - يمنية استراتيجية تؤكدها اجتماعات الدورة الـ 17 لمجلس التنسيق الأعلى السعودي ـ اليمني التي ستبدأ اليوم الأربعاء في محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن برئاسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وعبد القادر باجمال رئيس الوزراء اليمني. إن الاحتفال بعيد الوحدة اليمنية وتعاون الخليج هذا العام هو احتفال رائع بكل المقاييس بالنسبة إلى العلاقات اليمنية - السعودية ولمجلس التنسيق السعودي - اليمني الذي يعقد دورته المقبلة، وسط ارتياح يمني واسع للمستوى التنامي المطرد للعلاقات الأخوية الحميمة بين البلدين الجارين التي أصبحت بحسب سياسيين يمنيين أنموذجا يحتذى به في محيطها الإقليمي منذ التوقيع على المعاهدة الجديدة التاريخية الحدودية في 12 حزيران (يونيو) عام 2000. إذ ترتكز العلاقات السعودية ـ اليمنية اليوم على نطاق واسع من المصالح المشتركة بما تنطوي عليه من مناخات واردة سياسية محفزة على المبادرة الخاصة والاستثمار. ومنذ توقيع معاهدة جدة الحدودية أسهم الجانب السعودي بدعم كبير لتمويل مشاريع إنمائية في البلاد التي تعاني شحا في الخدمات مثل قطاعات: التعليم، الصحة، الكهرباء، ومشاريع البنية التحتية الأخرى، وبلغ إجمالي ما قدمته السعودية لليمن نحو 207 ملايين دولار و392 مليون ريال سعودي، كما أن استثمارات القطاع الخاص السعودي في اليمن شهدت خلال الثلاثة الأعوام الماضية تدفقا كبيرا في مختلف القطاعات أبرزها الصناعة، السياحة، والتعدين بتكلفة استثمارية تصل إلى 500 مليون دولار، إضافة إلى الاستثمارات في مجال الأسمنت حيث تجري حاليا الأعمال الإنشائية لإنشاء أربعة مصانع للأسمنت في محافظات: حضرموت, أبين، ولحج باستثمارات سعودية تتجاوز مليار دولار. وفي الوقت الذي يحمل فيه الجانب السعودي برئاسة ولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز، دعما سعوديا حكوميا قيمته 334 مليون ريال سعودي يعقد رجال الأعمال في البلدين اجتماعات ثنائية لتحفيز استثمارات سعودية متوقعة قيمتها 500 مليون دولار . ويرى خبراء اقتصاديون يمنيون أن الاستثمارات السعودية ستفتح الباب لجذب مزيد من الاستثمارات الخليجية والعربية للبلاد وتعد انطلاقة حقيقية لإقامة وجذب المزيد من تلك الاستثمارات في مختلف المجالات. كما أن اليمن يأمل من السعودية دعما أكبر فيما يتعلق بتأهيل الاقتصاد اليمني لاندماجه في اقتصادات دول الخليج وبما يفضي إلى دخول اليمن ضمن منظمومة الدول الخليجية في المستقبل المنظور، خاصة أن تصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بشأن أهمية انضمام اليمن إلى عضوية مجلس التعاون الخليجي، أثارت ارتياحا واسعا وكبيرا لدى القيادة السياسية اليمنية والشارع أيضا، وتأكيد القيادة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز على أن تطوير اليمن في المجالات كافة وتأهيلها اقتصاديا هدف استراتيجي للمملكة العربية السعودية. إلى ذلك أشار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى أن انعقاد مجلس التنسيق السعودي ـ اليمني في المكلا يكتسب أهمية كبيرة, خاصة وهو من أرقى مجالس التنسيق العربية، ويرأسه الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، ومما يدل على العلاقات الخاصة والمتميزة أن يرأس المجلس ولي العهد في المملكة العربية السعودية مع أخيه رئيس الوزراء عبد القادر باجمال, وهو ما يعني أن العلاقات بين البلدين الآن أرقى مما كانت عليه في السابق, وتعتبر الآن من أرقى العلاقات خاصة بعد ترسيم الحدود مع المملكة وعمان. وحول موضوع تأهيل اليمن للانضمام إلى دول مجلس التعاون الخليجي وانعقاد مجلس التنسيق اليمني ـ السعودي في المكلا قال الرئيس صالح في تصريحات صحافية الإثنين: الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي يعملون على تأهيل اليمن للانضمام إلى المجلس, من خلال جملة وحزمة من المتطلبات لتأهيل اليمن، واليمن الآن تجاوزت الكثير منها, وأصبحت مهيأة للانضمام إلى مجلس التعاون، والمسألة ليست طريقا يربطنا بدول الخليج ويؤهلنا للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي, لكن هناك أشياء أخرى, واليمن بدأت تؤهل نفسها لتكون عضوا فاعلا في مجلس التعاون الخليجي، وتكون عمقاً استراتيجياً لأشقائها, كما هم عمق استراتيجي لليمن.