اهتمام الغرب بالشأن الداخلي

Abstract

قرأت تعليقات بعض الصحف الغربية المكتوبة باللغة الإنجليزية على التعديل الوزاري المحدود، ولاحظت كثرة المقالات والتعليقات. ما سر اهتمام الصحافة الغربية بشأن المملكة الداخلي. الصدق أن المملكة في السنوات القليلة الماضية لم تعد بلداً مغلقاً. وحتى ساسة أوروبا يقولون بأهمية المملكة في السياسة العالمية. يقول كوشنير وهو سياسي فرنسي مرموق أن المملكة والملك عبدالله يقعان في قلب الاهتمامات الغربية أو هكذا قال مترجماً جملته من اللغة الفرنسية. تقول صحيفة الأندبندت البريطانية أن المملكة لاعب حقيقي ورئيس في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط. وهي ذات أثر سياسي واقتصادي كبيرين. ولعلي ألمس اهتمام العالم بالمملكة وبالملك عبدالله على وجه الخصوص. فمنذ اندلاع موجة الإرهاب في المملكة راهن كثير من المنظرين والخبراء على عجز المملكة عن التصدي للإرهاب. ليس من باب التشفي بالمملكة أو الانتقاص منها، ولكن إذا أحسنا الظن، من باب أن الإرهاب مستوطن في منطقة الشرق الأوسط، ومن الصعب اقتلاعه من جذوره الضاربة في العمق. لكن تجربة المملكة أثبتت للمواطن السعودي أولاً ثم للعالم بأسره نجاح المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين من الوقوف بقوة في وجه الإرهاب بكل أشكاله وألوانه. نجاح المملكة في معالجة الإرهاب وتداعياته جاء على أصعدة كثيرة منها: الصعيد الفكري. وقد مارست المملكة طرقاً ذات نفع وجدوى للتعامل مع الإرهاب الفكري أو مع المتورطين في الإرهاب فكرياً. ونتج عن هذا تأسيس فرق المناصحة. ونحن في السعودية نرى نجاح فريق المناصحة. ولكننا لا نقبل أن نقف عند نجاحهم، نريد أن نبني فوق نجاحهم نجاحا آخر. ومع هذا فالصحافة البريطانية تنقل عن مسؤولين في المحكمة العليا إعجابهم بأسلوب فريق المناصحة، وهم يريدون نقل التجربة السعودية إلى بريطانيا. السعوديون فخورون أن تجد تجاربهم ويجد خبراؤهم قبولا خارج الوطن. وكتبت بعض الصحف الأمريكية تعليقات إيجابية عن التعديل الذي طال وزارة العدل ووزارة التربية والتعليم. وهي قالت إن المملكة تشهد حقبة انفتاح جديدة. وهي قالت إن الأوامر الملكية الجديدة قلبت الطاولة على فكر ساد مائة عام. لا نريد أن نناقش كُتَّاب الأعمدة في الصحافة الأمريكية. ولكننا نقول لهم ولغيرهم إن الملك عبدالله ربان التحديث والسلام وقبول الآخر، هو من وعد بحزمة أنظمة تطال الفكر التربوي والتعليمي والقضاء. وعد بهذا منذ خمس سنوات.....