حتمية الإصلاح وبواعث التغيير

Abstract

الجمعة, 20 فبراير 2009علي يحيى الزهراني** في عصر يتّسم بالديناميكية المتسارعة لا يمكنك أن تظل واقفًا، أو حتّى تسحب قدميك ببطء كمن يسير إلى الخلف!فوحدك قد تظل القابع في الحِراك الثائر، ووحدك قد تبقى المتطارح خلف العربة؛ لأن هذا العصر جاء مصحوبًا بالكثير من المتغيّرات والتحوّلات في مناحي الحياة المختلفة!!وليست من الحصافة في شيء أن لا نستوعب ضرورة التغيير. فنحن جزء من هذا العالم، نؤثّر ونتأثّر.. وشئنا أم أبينا فإن هذا العالم يشهد متغيّرات مذهلة، وعلينا أن نجاري هذا التغيير، ولن تبقى إلى الأبد الجذوع واقفة.. يومًا ما ستتهاوى!ولذلك فالنابه هو مَن يتّفهم طبيعة ما يدور حوله، ويقرأ مجريات التحوّلات؛ كي يستطيع أن يتحرّك متوازنًا في ذاته، ومنسجمًا مع حِراك (الآخر).. لا منفصمًا عنه، أو مضادًا له!!والتحرّك المتوازن الذي نعنيه هو الذي يؤمن بضرورة (التغيير) مع أهمية الحفاظ على الثوابت!** والملك عبدالله بن عبدالعزيز صاحب “تصوّر بأن هذه التغيّرات تعني أن هناك شيئًا من التبدل في طريقة الحياة ستشهده الفترة المقبلة”.ولذلك فهو رجل يحمل رؤية، وصاحب فكر، ويقود توجهًا.. تابعوه -حفظه الله- منذ أن كان وليًّا للعهد. هو صاحب نظرية الإصلاح، وإستراتيجية محاربة الفقر، ونظرية الحوار الوطني، والمبادرة العربية، وحوار الأديان، إضافة إلى العديد من المشاريع التي تمس عمق التنمية، وبناء الإنسان.!!** وفي الشأن الداخلي فإن أهم ملامح رؤية الملك عبدالله هي قضية “الإصلاح والتغيير” .ورغم أن الملك عبدالله رفع لواء هذه القضية مبكرًا، وأولاها همّه، وعنايته، ودعمه، وأوكل بها أصحاب المسؤوليات كلاً فيما يخصه، إلاَّ أننا لا زلنا نتحرّك ببطء.. نرخي الرأس ولا نحرّك القدم كثيرًا نحو تحقيق تلك التوجّهات.ولذلك فلم نبرح مواقعنا كثيرًا، وظل الإصلاح والتغيير رهين المحبسين في الكثير من الأوقات.أتدرون لماذا؟ ليس من قلة إمكانات، ولا من عدم توفر دعم، ولا من عدم وجود أرض خصبة صالحة للاستنبات.. ولكن العلّة في التنفيذ.. وتحديدًا في مَن يقوم به، أو يشرف عليه!** إن الإصلاح والتغيير.. ضرورة ومطلب، وإذا كنا نريد له أن يكون فلابد أن يقوم عليه مَن يؤمن به، ويتحمس له.وهذا هو المغزى الحقيقي للتغييرات الوزارية الجديدة.الإصلاح والتغيير يحتاج إلى رجال مؤمنين به، أوفياء له، قادرين على جعله واقعًا ملموسًا على الأرض.وهؤلاء الذين شملتهم الترشيحات....