السديس : المغالاة في طلب الدية لا تتفق مع الشريعة
التاريخ
2009-02-26التاريخ الهجرى
14300301المؤلف
الخلاصة
مكة المكرمة - محمد الاركاني أكد فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس - امام وخطيب المسجد الحرام ، وعضو هيئة التدريس بقسم الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى، ان من فضل الله تعالى ان جعل هذه الشريعة رحمة للعالمين، جالبة لمصالح العباد ،دافعة الضرر عنهم ، نافعة للعباد في الدارين، مشتملة على مقاصد عظيمة ، من أهمها وأعظمها ما جاء في حفظ الضرورات الخمس والاعتناء بها، وهي حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال ، ويأتي حفظ النفس ثاني هذه الضرورات ، وهذه الشريعة تهدف الى المحافظة على النفس بما يقيمها ، وكذلك بما يمنع عنها الفساد والخلل والتعدي عليها، ولاشك أن حياة الانسان معرضة للتعدي عليها من المكلفين انفسهم وعلى بعضهم البعض ، فقامت بوضع نظام عدل يحفظ حقوق الملكفين ، ومن ذلك ما جاء في القصاص ، وانه شرع حياة الانسان أصلاً، قال تعالى: « ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون» البقرة -179 ، ولكن ومع وجود القصاص، الا ان الشارع الحكيم - سبحانه وتعالى - رغب في العفو والصفح واحتساب الاجر الاكبر عنده تعالى، فقال - عز من قائل - سبحانه : « فمن عفا وأصلح فأجره على الله» الشورى:40 هذا الاجر الكبير يناله الناس عندالعفو المطلق غير المشروط، ولكن هناك من الناس من يعفو ويصفح مقابل عوض مالي، وهذا شرعا لا حرج فيه ، خاصة ان كان هذا العوض المطلوب في حدود المبلغ المعقول، ولكن وجد من الناس تمادٍ في رفع هذا العوض ، حتى اصبح موضوعا لتعجيز القاتل وأهله وعائلته، وفيه تكريس لاذكاء العداوة بين أهل القاتل والمقتول ، وذلك بتعريض عاقلة القاتل لبيع جميع ممتلكاتهم ، وطرق أبواب المحسنين، مما يخدش مروءتهم وكرامتهم. كما نوه فضيلته: بموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ، على الضوابط التي انتهت اليها اللجنة المشكلة لدراسة ظاهرة المبالغة في الصلح في قضايا القتل ، وأن في تلك الضوابط قطعا لدابر الجشع واحتراما للاحكام الشرعية.واضاف فضيلته: ان التوجيه الملكي اشارة الى الموازنة الحقيقية بين الخطأ والعقاب. وحث فضيلته: ذوي القتيل على العفو عن القاتل لوجه الله تعالى طلبا للاجر والمثوبة، قال تعالى: «فمن عفا وأصلح فأجره على الله» الشورى: 40 واشار فضيلته: إلى أن مانسمع عنه من مغالاة في طلب الدية لايتفق مع مقاصد الشريعة التي جاءت بالتيسير ورفع الحرج والمشقة عن الناس. مؤكدا بأنه ينبغي على المسلمين ابتغاء وجه الله تعالى، في جميع أعمالهم ، وان ثواب الله وأجره ورضاه هو خير وأبقى، فما عند الناس ينفد وما عند الله باق.
المصدر-الناشر
صحيفة البلادرقم التسجيلة
445664النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
0المؤلف
محمد الأركانيتاريخ النشر
20090226الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية