القمة في الكويت

Abstract

الاثنين, 19 يناير 2009رأي المدينةتكتسبُ القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية -التي تلتئم اليوم في الكويت الشقيق- أهمية قصوى؛ كونها الأولى من نوعها، إلى جانب أنها تتم في ظل الظروف والتحديات السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأمة العربية، خاصة فيما يتعلّق بالعدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، فضلاً عن تنامي حدّة الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على اقتصاديات المنطقة.لا شك أن هذه التحديات تتطلب مستوى عاليًا من التنسيق، والتعاون، والتشاور، والتحرك العاجل للتوصل إلى حلول واقعية وشاملة، بدءًا من تحقيق التكامل الاقتصادي الذي يوفر أسباب القوة والمنعة للأمة العربية، ضمانًا لمستقبل أفضل، في عالم لم يعدْ فيه مكان للضعفاء والمنقسمين، الأمر الذي يتطلب ضرورة تعزيز وتطوير أواصر التعاون العربي المشترك في كافة المجالات، خصوصًا الاقتصادية منها مثل: التطلّع نحو تحقيق إقامة اتحاد جمركي، والتوصل إلى اتفاقية لتجارة الخدمات، وصدور بطاقة المستثمر العربي، إلى جانب العمل المشترك في مجال قضايا التعليم، والصحة، والأمن الغذائي، والحد من البطالة، والتغيرات المناخية وغيرها من القضايا التي تهم المواطن العربي ككل، وحيث تشكل هذه التطلّعات ركيزة هامة لتحقيق التضامن العربي الذي أصبح الآن ضرورة ملحّة أكثر من أي وقت مضى.أهمية قمة الكويت أنها تأتي بعد القمة الخليجية الطارئة، التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين في الرياض، وفي أعقاب القمة الدولية التي عُقدت أمس في شرم الشيخ، واللتين تمحورتا حول قضية غزة، وتداعيات العدوان الإسرائيلي على أهالي القطاع.انعقاد العديد من القمم الإقليمية والدولية في المنطقة في أسبوع واحد تضع حرب غزة في أولويات أعمالها، يعكس بجلاء اهتمام دول المنطقة بالهمِّ الفلسطيني، والعمل في اتجاه إنهاء معاناة أبناء القطاع، وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة.من هنا فإن الآمال تظل معقودة في أن توفر قمة الكويت آليات جديدة للعمل العربي المشترك؛ لإنقاذ الوضع العربي الراهن، بدءًا من وقف وتضميد الجرح الفلسطيني النازف في غزة، وإعادة إعمارها، وعودة اللُّحمة إلى التضامن العربي، وإيلاء الاقتصاد الأهمية التي يستحقها، باعتباره أداة لصنع المستقبل.