لا يعرف الشوق إلا من يكابده ...
Date
2006-12-18xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14271127Author
Abstract
لا يعرف الشَّوق إلا من يكابدُهُ... د. محمد بن أحمد الرشيد مع أنني لست شاعراً، ومع أن أعباء التربية وشؤونها أبعدتني عن الأدب، لكني لا أنكر حبي للشعر واعجابي بالأدب، ولعل هذا هو سرُّ اختياري شطر هذا البيت عنواناً لمقالتي؟ فالشاعر يقول: لا يعرف الشوق إلا مَنء يُكابِدُهُ ولا الصّبابة إلا من يُعانيها والآخر يقول: والخدُّ يعلم ما في الدمع من حُرَق .... ومن أمثال العرب المشهورة: ويل للشّجيّ من الخليّ. أتتني هذه الأفكار قبل أن أمسك بالقلم لأكتب هذا المقال، بل هي - في الحقيقة - إحدى الدوافع لكتابة هذا المقال. أما الدافع الأول فهو: الهمُّ المؤرِّق الذي لا ينام معي ولا يصحو؛ لأنه دائماً مستيقظ لا ينام: همّ التربية والتعليم!! ومناسبة العنوان لموضوع المقال هو: أن بعضاً من الذين يتحدثون عن واقع التربية والتعليم في بلادنا (خَلِيّون)، أما (الشجيون) - وأنا واحد منهم - فهم ألوف مؤلفة من أبناء هذا الوطن: ومن المعلمين المخلصين الأكفياء والمعلمات، والمشرفين والمشرفات، والمديرين والمديرات... ومن على شاكلتهم. هؤلاء هم أعرف الناس بالداء والدواء، وإذا سألت جلهم عن حل المشكلة قالوا: لقد بحثنا، ودرسنا، وحللنا، واستقصينا، وشخصنا الأمراض والأعراض، ووصفنا الأدوية، ونحن الآن بحاجة إلى التطبيق الصحيح. وإن من الأمور التي تدعو إلى السعادة أن تكون التربية والتعليم أحد الاهتمامات الكبرى في مجتمعنا، وفي أحاديث لقاءاتنا واجتماعاتنا، وكما يقول التربويون: إن الإحساس بالمشكلة هو الخطوة الأولى في طريق حلّها. غير أن الذي يؤرقني: هو أن بعض ما يصرح به، وينشر في الصحف هذه الأيام قد يفهم منه أننا نريد أن نبدأ من جديد، ناسين ما هو موجود، وكأننا لا تعليم عندنا. لقد تابعت ما جرى في الحوار الوطني حول التعليم منذ مراحله الأولى حتى نهاية اجتماعاته في الجوف، وكنت مغتبطاً بجل ما سمعت وقرأت، وقد ذكرني بتلك الندوة الكبرى التي رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (وكان ولياً للعهد آنذاك)، وافتتحها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض بعنوان: ماذا يريد المجتمع من التربويين ، إذ سبقت تلك الندوة ندوات تحضيرية في كل مناطق المملكة التي جاء هذا الحوار الوطني على غرارها. وقد شارك في تلك الندوة مئات من وجوه المجتمع رجالاً ونساءً من التخصصات المختلفة، وبلوروا الأفكار والآمال التي كانت في عقول التربويين ونفوسهم، ووضعوها على الورق بشكل تفصيلي واضح، مع آليات تنفيذها. ومن مزايا هذا الحوار الوطني الأخير في الجوف أنه ربط على قلوب الذين شاركوا في ندوة ماذا يريد المجتمع من التربويين ، وأكد على النتائج التي توصلوا إليها. ولعل مما يطمئن المجتمع عامة، والذين شاركوا في الحوار الوطني خاصة الوثيقتين اللتين تقدمت بهما وزارة التربية والتعليم إلى الجهات المختصة قبل ثلاث سنوات لكي تحلا محل: وثيقة سياسة التعليم التي أقرها مجلس الوزراء عام 1389ه. الوثيقة الأولى: عن (نظام التعليم العام) وضمت (31) مادة، وجاءت بعد دراسة مستفيضة لواقع الحال، واستشراف المستقبل، واستعراض نظم التعليم العام في البلدان العربية والأجنبية واقتباس المناسب منها، وقد قدمت مع النظام مذكرة تفسيرية تشرح كل مادة من مواد النظام المقترح ومسوغات وجودها. وثانيتهما: تحمل عنوان: أسس التعليم العام ومحاوره في المملكة العربية السعودية وتضم (20) بنداً. ومن أهم ما جاء في نظام التعليم العام المقترح: يبنى نظام التعليم العام في المملكة العربية السعودية على الإسلام: عقيدة، وعبادة، ونظاماً متكاملاً للحياة. وتُبنى أهداف التعليم العام على عناصر منها: - تحقيق مطالب التنمية في نموها المستمر بما يواكب تغير الأوضاع الاجتماعية، والاقتصادية، والمحلية، والإقليمية، والعالمية. - مراعاة اتجاهات العصر بما يعزز التعايش السلمي مع الآخرين ولا يتعارض مع المبادئ الإسلامية وثقافة الأمة. - وتبنى أيضاً على نتائج البحوث العلمية والتربوية، والقدرة على تكوين مهارات التفكير المستقل. - إعداد الطالب ثقافياً، وعلمياً، واجتماعياً بشكل يمكنه من التعرف الصحيح على نفسه وقدراته وإمكاناته، وكيفية تنميتها. وتزويده بقدر كافٍ من المهارات والقيم التي تمكنه من استمرار التعلم. أما مذكرة أسس التعليم العام ومحاوره فإنها في عشرين مادة تضمنت أنه تعليم يهدف إلى إعداد الإنسان الصالح والمواطن الصالح، وحددت بالتفصيل مواصفات الإنسان الصالح والمواطن الصالح وأنه تعليم يركز على المتعلمين لأنهم المقصد الأول والأخير، وهم محل الاستثمار الأمثل، ثم جاءت المادة الثالثة تحدد مواصفات المربين (المعلمين)، وكيف يتم ا نتقاؤهم وتأهيلهم وتدريبهم المتكرر بحكم أن المع
Publisher
صحيفة الرياضVideo Number
449430Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
14056Topics
الحوار الوطنيالسعودية - التخطيط التربوي
السعودية. وزارة التربية والتعليم
مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني (الرياض)
مناهج التعليم
Organization
مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطنى - السعوديةمركز الملك فهد الثقافي - السعودية
وزارة التربية وااتعليم - السعودية
The name of the photographer
محمد بن أحمد الرشيدDate Of Publication
20061218Spatial
السعوديةالرياض - السعودية