بين زيادة الرواتب .. وارتفاع الإيجارات

Abstract

مما لاشك فيه ان السكن أو البيت هو العامل الأساسي في استقرار أي إنسان ورفع مستوى كفاءته وأدائه في عمله فهو المكان الوحيد الذي يلتمس فيه راحته بعد عناء يوم مثقل بهموم العمل وواجباته وتكليفاته التي لا تنتهي إلا بنهاية دوام العمل الرسمي وما ان ينتهي العمل حتى يبدأ يوم جديد مترع أيضاً بهذه الأعمال التي لا تنتهي. ومن هنا كان للسكن أهميته كمحور أساسي من المحاور التي يقوم عليها الانتاج وإنهاء المعاملات في كافة مجالات العمل المختلفة.. وبادئ ذي بدء فإن الدافع الذي تطرق بنا إلى موضوع السكن هو عامل آخر بعيد كل البعد عن هذا الأمر وهو المكرمة الملكية التي تكرم بها مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - والمتمثلة في زيادة رواتب موظفي الدولة بنسبة 15? وتلا ذلك من تفاعل من بعض أصحاب المؤسسات الخاصة الذين يهمهم نماء هذا البلد ورفاهية ابنائه فقاموا بزيادة رواتب العاملين لديهم بذات النسبة 15?. والسؤال الذي يتبادر إلينا الآن.. ما العلاقة بين الرواتب وزيادتها والسكن.. وللاجابة على هذا السؤال دعونا نحصر حديثنا حول شرق مدينة الرياض ثلاثة أحياء فقط على سبيل المثال لا الحصر لوحظ فيها هذه العلاقة بحكم كونها من المناطق أو الاحياء الجاذبة للسكان لرخص ايجاراتها. لاحظنا منذ ارتفاع الرواتب ارتفاع قيمة ايجارات الوحدات السكنية سواء كانت شققا أو غرفا أو حتى فيلات وسواء كانت هذه الوحدات للعوائل أو للعزاب.. وهذا الارتفاع ينمو بطريقة مطردة تجعل من ايجار الفيلا أو الشقة عبئاً على كاهل المستأجر وخصوصاً في احياء السلي والفيحاء والسلام وقد بلغت هذه الزيادات نسبة تتعدى 25? عن قيمتها السابقة بدون أي مبرر لهذه الزيادة حيث لم تضف أي خدمات جديدة لهذه الوحدات السكنية بأنواعها بل ظل حال الوحدات كما هو فالشقة التي كانت تؤجر ب14 ألف ريال اصبحت الآن تؤجر ب18 ألفاً.. فما الداعي إلى زيادة قيمة ايجاراتها... الشيء الغريب الآخر هو زيادة النسبة التي تتقاضاها مكاتب العقارات عندما تلعب دور الوسيط بين المالك والمستأجر حيث ان قيمة هذه النسبة «السعي» للغرفة ما بين 200 إلى 500 ريال وبالنسبة للشقة ما بين 500 إلى 1000 ريال أما الفيلات فمن 1500 ريال فصاعداً حسب الفيلا والخدمات المتوفرة فيها أي أكثر من النسبة المصرح بها وهي 2,5?. سؤال آخر يطفو على السطح... هل هذه الزيادة قررت وأنعم....