ملك عادل في زمان غير عادل

Abstract

إشراقات ملك عادل في زمان غير عادل د. شروق الفواز المواقف تصنع أخباراً والالتزام بالحق وقوة الايمان والصمود في وجه الباطل تظهر أبطالاً ...الخبر الذي نشر في صحيفة «الرياض» في عددها13821 الصادر في يوم الخميس 29ربيع الأول 1427ه عن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بتكريم المواطنة عبير المسعودي على أمانتها ووقوفها في وجه الباطل واصرارها على اظهاره وعدم السكوت عنه حتى بعد تركها للعمل في شركة التغذية التي تشغّل عددا من المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والتي كانت تسرق أموال الوطن بما تتلاعب به من أسعار وكميات وهمية ، ليجعلنا نمتليء فخراً وعزّاً بما هي عليه المواطنة والمواطن السعودي من أمانة والتزام وحرص وغيرة على الوطن وماله. هذا الخبر وما احتواه من نقاط عدة ليزيدنا حبا وثقة بحكومتنا الرشيدة وبمن ائتمنته منهم على حقوقنا ومصالحنا بدءاً بوزير الصحة الدكتور حمد المانع وانتهاء بأصغر عامل فيها ، في زمن ضعف فيه إيمان كثير من الناس وزادت معه أطماعهم التي تخول لهم سرقة كل ما تطاله أيديهم حتى لقمة الفقراء والمرضى ما عادوا يخجلون من الطمع فيها واستلابها منهم بشتى الطرق والوسائل التي تحقق لهم غاياتهم الجشعة والتي تتزايد وتتنامى كلما خفت صوت ضمير واحد منهم أو ممن هو حولهم. هذا التكريم العادل من الملك عبدالله يبين لنا بخطى من نور الطريق التي يقودنا اليها ملكنا العادل في زماننا غير العادل والتي تشد من عزيمتنا كمواطنين على الاعتزاز بقيمنا وهويتنا وكرامتنا والالتزام بتعاليم ديننا التي ترفض السرقة والرشوة والكذب والخنوع وغيرها من آفات الفساد التي ما أن تنخر في جسد أي وطن حتى تحيله إلى أطلال وركام. الملك عبدالله بتكريمه لهذه المواطنة الصالحة ودعمه لها ولموقفها وجه لنا رسائل عدة يجب علينا أن نعيها ونلتزم بها كنبراس لنا في نهضتنا التنموية الوطنية التي نعيشها ونعد أنفسنا للوصول لما هو بعدها وأرفع منها في سلم التقدم الحضاري الانساني الاسلامي. الرسالة الأولى : أنه لا مكان للفساد الاداري والاجتماعي في الوطن وأن وعي المواطن والمواطنة ويظضتهما هما السبيل الأقوى والأوحد للقضاء عليه. الرسالة الثانية : أن أبواب كل مسؤول يجب أن تكون مفتوحة لسماع أي شكوى والتبليغ عن أي خطأ او تجاوز او خلل حتى وإن أٌوصد باب فلابد وأن يوجد غيره . الرسالة الثالثة : أن الاصرار على الحق مهما كان صعبا فهو الطريق الأصدق للنجاة ونهايته بإذن الله مهما بعدت وطالت ستكون التكريم والتقدير. الرسالة الرابعة : أن ثقة ولاة الأمر عادلة لا تفرق بين رجل وامرأة وأن الأمانة والكفاءة هما المعيار الحقيقي الذي يجب ان يعمل بهما في تقييم أداء المواطن والمواطنة . الرسالة الخامسة : أن الكمال لله وحده ووجود بقع غامقة في شراع الوطن وفي هذا الزمان بالذات لا تدنسه ولا تقلل من نزاهته مادام المجتمع نفسه حريصا على ازالتها باستمرار حتى لا تشوب بياضه الناصع أو تشوهه. وبعد أن استنبطنا هذه الرسائل الخمس من هذا التكريم بقي علينا كمجتمع أن نتساءل عن باقي الحكاية اذا كان المصيب قد كرم على أمانته فما هو نصيب المخطئ وما هو عقابه؟ ما هو عقاب الشركة السارقة؟ وما هو عقاب المسؤول الأصم (وأوضح معاليه ان المواطنة عبير كانت تعمل كمشرفة تغذية في إحدى المستشفيات بالمنطقة الغربية ولاحظت ان هناك زيادة وهمية من قبل الشركة المشغلة في عدد الوجبات المقدمة والتي تصل قيمتها الى ملايين الريالات وقامت باطلاع المشرفين على التغذية بالمنطقة ولم يستجيبوا لها...) مقتبس من تصريح معالي الوزير!