تطور نوعي في الحرب على الإرهاب

Abstract

تمثل الضربات الأخيرة للشبكة الإرهابية على يد قوات الأمن نقلة نوعية في مشروع مواجهة الإرهاب .. لقد كان التركيز ، وإلى وقت قريب ، يجري لدرء الأخطار المباشرة من العمليات الإجرامية التي كانت تتم أو تلك التي كانت في طور الإعداد .. لقد حققت قوات الأمن نجاحات متميزة إن على مستوى حصر تداعيات الأحداث ، أو على مستوى إيقاف المتورطين ، وسقط العديد من رؤوس الفتنة المهيمنين ، إن على مستوى التخطيط أو التنفيذ .. وتم درء العديد من الكوارث التي كانت حصيلتها ستكون ثقيلة في حالة حدوثها لا سمح الله ، كما أظهرت ذلك تفاصيل مخططات خلايا المائة واثنين وسبعين الأخيرة .. وبالرغم من النداءات العديدة التي طرحت في وسائل الإعلام لجعل المواجهة شاملة لكل مكونات منظومة الشبكة الإرهابية ، وعلى رأسها الجبهة الفكرية والتعبوية ، إلا أن الأحداث الأخيرة وبخاصة عمليات الإطاحة بأعداد مهمة من مسئولي الذراع التعبوية للإرهاب في مواقع الإعلام الإنترنيتي ، أيدت وجهات نظر القيادة الأمنية في تقديم معالجة الأخطاء المباشرة على ما غيرها ، دون أن يعني ذلك إغفال الاهتمام بركائز الإرهاب .. اليوم ومع بدء ما يمكن تسميته بالمرحلة الثانية في المعركة مع الإرهاب تتسع ساحة المواجهة وتتحقق صحة التحليل القائل بضرورة شمولية المواجهة ، ليس فقط مع الإرهابيين كأفراد ، وإنما مع الإرهاب بكل مكوناته ، كما كان يشير إلى ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، في أكثر من مناسبة ، وما أكده سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز مؤخراً ، حول ضرورة مشاركة القطاعات الأخرى في الدولة والمجتمع في التصدي للجوانب المتعددة للإرهاب .. الانتقال لشمولية المواجهة مع الإرهاب كمنظومة يأتي في ظروف مواتية على أكثر من صعيد .. فعلى الصعيد المحلي تعطي الإجراءات الوقائية الأخيرة ضد الركائز التعبوية للإرهاب مشروعية واضحة لكل من يملك قدرة معرفية من رجال العلم والمثقفين لزيادة وتيرة تفكيك مزاعم الفكر الإرهابي عبر مراكز التأثير بكل أشكالها المسموعة والمرئية والمكتوبة والشفهية .. الدعم اللوجستي للإرهاب يتراجع ، ودائرة « الغموض « في مرجعية الفكر الإرهابي تتقلص ، وسياسة اللعب على الحبلين تزداد مخاطرها ، ومسئولية الجرائم التي ارتكبت ضد الأبرياء تمتد لتشمل كل من يقول إن هؤلاء المجرمين هم فقط مخطئون .. الجرم لا يخص فقط هؤلاء المجرمين .. بل يخص....