التوعية أولاً

Abstract

التوعية أولاًرأي المدينةتلعب التوعية الصحية دورًا هامًا في الوقاية من الأمراض خاصة تلك التي تنتقل بالعدوى كما هو حاصل الآن في انفلونزا الخنازير التي انتشرت في كافة أنحاء العالم نتيجة عدم التقيد بشروط السلامة وأساليب الوقاية التي يأتي في مقدمتها العزل وتجنب الاقتراب من المرضى، وهو ما حث عليه الدين الإسلامي الحنيف في قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم المجذوم ففروا منه كما تفرون من الأسد».وللطب الوقائي ارتباط وثيق بثقافة المجتمع ودينه، والتعاليم الإسلامية غنية بالقيم الوقائية الجديرة بالمحافظة عليها والاقتداء بها ، وهذه التوجيهات التي عرفها الطب مؤخرا وعلى رأسها نظافة البيت والجسم والمأكل والملبس، وعزل المرضى المصابين بأمراض معدية وتجنب الاختلاط بهم أمر بها ديننا الإسلامي الحنيف منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، وهو ما تؤيده آيات كريمة وأحاديث نبوية شريفة عديدة مثل قوله تعالى في الحث على النظافة: «إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ»، وقول الرسول عليه الصلاة والسلام في ضرورة العزل عند تفشي الأوبئة «إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع في أرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها».وتكثف بلادنا، انطلاقًا من هذه الأرضية، جهودها للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين وقاصدي بيت الله الحرام واتخاذ كافة التدابير والسبل الاحترازية لوقايتهم من هذا المرض والالتزام بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني المتعلقة بهذا المرض بدءًا من صدور توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- بتعزيز كافة التدابير الاحترازية والوقائية لاستضافة ضيوف الرحمن والاهتمام بوقايتهم من كافة الأمراض واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة ضد مرض انفلونزا الخنازير في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة في موسم العمرة والحج لهذا العام، وتوفير العلاج المجاني للمصابين في مستشفيات المملكة، وليس نهاية بتفعيل الاتفاقية التي وقعت من قبل وزيري التربية والتعليم والصحة بشأن الخطة الشاملة للتوعية بوباء أنفلونزا الخنازير، وتبني وزارة الصحة لخطة مرحلية للتوعية والوقاية من المرض ضمن حملة عامة تستهدف القدر الأكبر من شرائح المجتمع.