قصف على القمة
Date
2009-01-22xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300125Author
Abstract
قصف على القمة زهير قصيباتيالحياة- 22/01/09// الاستعجال إلى نعي المصالحة أو المصالحات العربية، والذي يبادر إليه بعضهم في المنطقة، لن ينصب بالتأكيد في مصلحة إدراك مغزى الحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة والشعب الفلسطيني (لا شعب القطاع)، ولا في استيعاب دروس النكبة التي منحتها إدارة جورج بوش غطاء كاملاً. الاستعجال الى النعي، كمن ينبّه الى ترقب مزيد من الخراب وجولات الاضطراب والقتل في المنطقة، ولا يشيع بصيص أمل بجدوى ترميم جدران القرار العربي المخترق من القوى الإقليمية. وهل مصادفة أن يواكب الترويج للكوابيس، قصف إيراني متجدد على المبادرة المصرية والجهود التي تبذلها القاهرة لإيجاد آلية لتطبيق القرار 1860، ولإقناع حماس و فتح بأن الوقت حان لإنجاز مصالحتهما... وبأن نكبة الفلسطينيين في قطاع غزة تجعل إحياء الحلقات المفرغة للحوار والغرق في وحول الاجتهادات، شراكة مكمّلة للعدوان الإسرائيلي؟ لا جدال بعد جرائم الحرب التي ارتكبت في غزة، كما لا جدال قبلها في أن حماس جزء من الشعب الفلسطيني، لا يمكن إسرائيل ان تستأصله بالقوة أو بغيرها، ولو ظنت انها تخوض المعركة مع إيران بالواسطة. لكن أولى مسؤوليات الحركة، إنسانياً وأخلاقياً، تحكيم العقل في حسابات الربح والخسارة، وتحديد إجابة عن سؤال وحيد: هل تملك حماس القدرة على استفتاء رأي الفلسطينيين في قطاع غزة، ليس في ما حصل من دمار وإبادة، وخسارة فلسطين أكثر من 1300 شهيد، بل في تأييدهم أو معارضتهم إصرار الحركة على إدارة المقاومة بشروطها، واحتمال رفضها الآلية التي قد تتوصل إليها مصر لمراقبة معبر رفح بالتعاون مع الأوروبيين، وبإحياء نوع من الوجود للسلطة الفلسطينية؟ ولكن، هل تملك حماس ايضاً القدرة على تجاوز التفويض العربي لمصر لاستكمال جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية؟... والقدرة على تلمس حقيقة أن بداية الطريق لتجاوز النكبة، وتفادي نكبة أكبر، لن تكون سوى من بوابة مدّ اليد للرئيس محمود عباس، وتنظيم الخلافات بالحوار... لئلا يأتي يوم يعتادون فيه على التصنيف الحرام، شعب غزة ، وربما بعده شعب الضفة . أليست تلك، أمّ الأهداف الإسرائيلية؟ تقول حماس انها ليست بحاجة لمن يملي عليها دروساً، ولا حتى من أي وسيط، لكن واقع ما بعد النكبة - إلى صور الفظائع الإسرائيلية والخراب الشامل - لا بد من ان يفرض التمعن مجدداً بثمن استسهال السقوط في شراك التحريض. وإذا لم يكن ما نطق به وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي حول حق المقاومة في التسلح من أي مكان، تحريضاً على الدور المصري وعلى رفض أي آلية لتطبيق القرار 1860، فما عساه يكون التحريض؟ واضح ان طهران كانت الخاسر الأكبر بعد الاختراق الكبير الذي تحقق في القمة الاقتصادية العربية في الكويت، إثر لقاء قادة السعودية وسورية ومصر وقطر، ليعزز حتمية المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية بمصالحات عربية. ولا يقلل من شأن ذاك الاختراق، التوتر الذي اعترف به الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وحال دون تبني القمة قراراً سياسياً حول غزة (آلية صندوق الإعمار)، والمبادرة العربية للسلام. فالتفاهمات التي تحدثت عنها قطر بعد اللقاء المفاجأة، من دون كشف طبيعتها، تحتاج بداهة الى مرحلة انتقالية بين التوتر وإحياء رؤية موحدة للعمل العربي المشترك، بعد سنوات التبست فيها السياسات بظلال الاختراقات الإقليمية. وإن لم يكن أحد في المنطقة عاجزاً عن وضع إصبعه على تلك الاختراقات ، ولو انساق إليها لتكبير أدوار، والانتقاص من أخرى، ومحاولة هدم جدران القرار العربي، فالمرحلة ما بين العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وبدء عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يعد بصفحة جديدة لشعبه وللعالم، تقتضي ان يتدارك العرب أمرهم سريعاً لتجنّب نكبات أخرى. لا أوباما سينقذهم إذا تهدمت جدران القرار، ولا إسرائيل سترحم الفلسطينيين وترأف بالعرب، ولا القوى الإقليمية ستتبرع لهم بأرصدة النفوذ. ألم يحن وقت خيبة المزايدين؟ بدلاً من هرولة بعضهم الى التحريض وإشاعة رياح اليأس، تذكّر مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت بأن الخلاص ما زال متاحاً لجميع العرب، إذا تحمّلوا مسؤولية القرار. البديل خراب أكثر من بصرة.
Link
قصف على القمةPublisher
صحيفة الحياةVideo Number
457279Video subtype
تقريرxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
16729Personals
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودباراك اوباما
حمود بن حماد ابوشامة
عمرو موسى
محمود عباس
منوشهر متقي
The name of the photographer
زهير قصيباتيDate Of Publication
20090122Spatial
اسرائيلالسعودية
الكويت
الولايات المتحدة
ايران
فلسطين
قطر
مصر
الدوحة - قطر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
طهران - ايران
غزة - فلسطين
واشنطن - الولايات المتحدة