عبد الله وسلطان .. الوطن في أمان

Abstract

عبد الله وسلطان .. الوطن في أمان محمد سمان قبل نحو أربعة أعوام، وتحديداً في السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة 1426هـ، أعلنت بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولياً للعهد.بالنسبة لأكثر من 24 مليون مواطن، يمكن الجزم أن ذاكرتهم على بيعة مليكهم وولي عهده حاضرة لاسترجاع ذلك اليوم، لكنها في المقابل تبدو «وقفة مهمة» لجمهور من المحللين والخبراء، لتحليل ميكانيكية النظام السعودي واستمراريته وتواصله، ويتم الانتقال فيها بسلاسة وعلى نحو هادئ ورصين.إن انتقال السلطة وعلى النحو الذي تم فيه يؤكد من جهة تكريس القواعد المعتمدة منذ رحيل المؤسس الملك عبدالعزيز، كما يوفر في الوقت نفسه، وهذا هو الأهم، عاملا أساساً للاستقرار، الأمر الذي قلما توافر على الدوام عند انتقال السلطة في دول عدة.«الاستقرار» أحد المبادئ المهمة في حقل دارسي الحكومات المقارنة، فهو عامل رئيس لنمو وتطور الأمم والدول والشعوب، وصولا إلى رفاهية المواطنين. واستقرار النظام السعودي، كان ومنذ زمن طويل محور نقاش العالم بأسره، وكل المناقشات وفي إطار أسلوب تحليلاتها فشلت في نقل تصوير واقعي وموضوعي للنظام السعودي، لأسباب عدة، الأول أن الافتراضات المبنية لتفسير استقرار النظام السعودي لم تستطع أن تلامس معناه الحقيقي، وثانياً ضعف المعلومات عن الملامح الأساسية للنظام.في شكل عام، مبدأ الاستقرار في الأنظمة السياسية مهمة للأسباب الآتية: أولا، أهميته في حياة الشعوب، على خلفية أنه لا يمكن أن يكون هناك أي تحول اقتصادي واجتماعي مهم في المجتمع إذا استمرت أزمة «عدم الثقة» بدرجة تستطيع تهديد عملية البناء الوطني التي يقوم بها النظام السياسي. وثانياً، إن مبدأ الاستقرار يمنح النظام الاجتماعي الكلي الفرصة تدريجياً لأن يعد نفسه لمطالب التغير للعناصر الموجودة في داخله. وثالثاً، إن فكرة الاستقرار تثبت أن الأجزاء المكونة للنظام الاجتماعي متعاونة بدرجة يمكن لبعض منها أن ترغم الأجزاء الأخرى على التعاون بأحسن طريقة مرغوبة.إن المناقشة السابقة تمهد الطريق لظهور سؤال مهم جداً، حول قدرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تخيل مطالب المواطنين وتحويلها إلى أعمال بناءة هادفة تسعى إلى تحقيق الصالح العام، من خلال تأسيس وتعميق التفاعل المباشر والمستمر داخل شعور وإحساس....