درس خصوصي من ابن باز
التاريخ
2009-06-22التاريخ الهجرى
14300629المؤلف
الخلاصة
درس خصوصي من ابن باز محمد السحيمي وإذا كان لابد أن تختار منجزاً واحداً، خلال السنوات الأربع الماضية، ليكون الأبرز، فإنه شيوع ثقافة الحوار، وتقبل النقد، والاستماع إلى الآخر، مهما كان رأيه مخالفاً، التي مازال خادم الحرمين الشريفين، يدفعنا إليها دفعاً، حتى تحوَّلنا من حال الدفاع، ورد الفعل، إلى المبادرة بكل سفور، فمن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حيث نمارسه مع أنفسنا، إلى ملتقى مدريد لحوار الأديان؛ حيث أصبح أبومتعب صانعاً حقيقياً للتاريخ - حسب الـCNN - يحترم وطنه العدو، قبل الصديق!أما عن تقبل النقد، فلا أروع من أن يعترف قائد الأمة بأخطاء الماضي، كما في كلمته الشهيرة لأبناء كنز الوطن/ جازان، إذ جاء فيها: لقد قصَّرنا في الماضي بحق التنمية في هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا، لأسبابٍ لا يتحمَّلُها أحدٌ بعينه! ولتدرك أهمية هذه العبارة، تذكر أنها كلمةٌ مكتوبة، وفي مناسبةٍ تتحدث عن المستقبل وتطلعاته، فبإمكان الملك ألا يشير للماضي نهائياً، ولكنه فعل ليقدم لنا من نفسه نموذجاً حياً على أن زمن ستر الأخطاء قد ولَّى، وجاء زمن مواجهتها بكل فروسية، فالستر، مهما كان مريحاً: ضعف، لن يألوَنا وهناً على وهن! والقوة كل القوة في المواجهة!ولا أدل على نجاح ثقافة الحوار، من أننا صرنا نطالب بتطوير المركز، ونقترح تجديد آلياته، وتوسيع صلاحياته! وصرنا نناقش علناً تكلفة بعض المشاريع المعلنة، التي نرى أنه بولغ فيها، ككاميرات المرور، بل صرنا نتساءل في عز القايلة عن المليارات المهدرة، والمليارات التي لم تصرف، على أم سعد، وزميلاتها المولِّدات أجيالاً طويلة!وصار سؤالنا الأجدى، الذي يضغط أصداغنا بإلحاحٍ لا هوادة فيه هو: ما الذي ينقصنا لنضج ثقافة الحوار لدينا؟ لقد قذفنا عبدالله في المسبح، فليس أمامنا إلا أن نتقن السباحة، حتى لو أردنا الخروج منه! إنه عيبٌ عربيٌّ عريق وحيد، لو تخلصنا منه فسنجد الحوار ضرورةً من ضرورات التقدم والبناء والإنتاج، لا غنى لأية أمة عنها، كالشمس والماء والهواء، ألا وهو: الشخصنة، أي الانشغال بشخص المحاور، عن الموضوع الذي يطرحه، أو القضية التي يثيرها! فماذا لو ركَّزنا على القضية، بغض النظر عن مثيرها، ولو كان الشيطان نفسه، الذي صدق أبا هريرة وهو كذوب، إن صحَّ الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ألن نكون جميعاً سماحة العلاَّمة/ ابن باز ـ رحمه الله ـ حين كان يملي ردَّاً علمياً على كاتب غير سعودي، تعرض للوهابية بنقد مليءٍ بالتحامل والمغالطات، فجاءه أحد مساعديه بمقالة جديدة للكاتب نفسه، تتعرض لشخص ابن باز، لم يتورَّع فيها حتى عن السخرية بفقده بصره! فما كان من سماحته إلا أن توقف عن الإملاء، وأمر الكاتب بتمزيق ما كتب! لماذا يا مولانا؟ قال: أخشى أن يشوب ردِّي العلمي عليه، حول الوهابية، شيءٌ مما وقع في نفسي من تهجُّمه على شخصي، فأنا بشرٌ في النهاية! 0 : عدد التعليقات
الرابط
درس خصوصي من ابن بازالمصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
460396النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
3188الموضوعات
الاخلاق الاسلاميةالتعددية الدينية
الحوار
السعودية - الاحوال السياسية
القيم الاسلامية
المجتمع السعودي
حوار الأديان
مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني (الرياض)
المؤلف
محمد السحيميتاريخ النشر
20090622الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية