عبدالله بن عبدالعزيز وحديث المسئولية

Abstract

حديث المسؤولية الذي استمع إليه أعضاء الشورى أول أمس من قائد هذه الأُمة يعكس بلاشك رؤيته وحنكته وبُعد نظره في القضايا العربية والإسلامية التي تناولها مؤتمر قمة الكويت الأخير .. وكان ـ حفظه الله ـ صادقاً عندما أعلن عن أن ذلك التميز الذي أحدثه في تلك القمة نابع من واجبه الديني والوطني والنخوة العربية .. تضاف هذه الإطلالة الجميلة لرمز هذا الوطن عبدالله ابن عبدالعزيز إلى ذلك الحضور العالمي الذي وضع هذا الفارس على قائمة زعماء العالم في السياسات الإنسانية والأخلاقية لتبقى شخصية هذا الرجل الشهم محط أنظار الجميع، لما لها من عطاءات إنسانية سيسطرها التاريخ بكل جدارة واستحقاق، سواء من حيث الجهد المبذول، أو من حيث الاستمرارية والسخاء والشمولية التي تطال الجميع بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدين أو الجنس. من هنا، كان التكريم العالمي الذي جاء في منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا، والذي بموجبه منح برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، خادم الحرمين الشريفين جائزة «البطل العالمي لمكافحة الجوع للعام 2008» دلالة مهمة على حجم التقدير الدولي لما يقدمه المليك طيلة عقود من العمل المخلص والدؤوب والذي يجسد عمق الشخصية الإسلامية بثرائها وعطائها غير المحدود. كلنا نذكر المساهمات الخيرة لخادم الحرمين الشريفين، محلياً وعالمياً، وكلنا نذكر، كيف تجوب المساعدات السعودية العالم، لإغاثة ملهوف، أو مساعدة محتاج، أو لمد يد العون لكل من يبحث عن انتشالٍ من وهدة الفقر أو الجوع أو الدعم الطبي والصحي. صندوق مكافحة الفقر محلياً، وخطوات دعم الفئات غير القادرة، عبر استراتيجية طويلة المدى تستهدف تحسين معيشتهم خاصة، ومعيشة المواطن بشكل عام، تحتل الأولوية لدى خادم الحرمين الشريفين، لذا يأتي الكثير من قراراته «اجتماعية» في المقام الأول، لتشمل الشرائح المتعددة وتخصيص الميزانيات الهائلة للضمان الاجتماعي، والفئات من ذوي الحاجات والأرامل والمطلقات في أضخم برنامج عملي تشهده دولة في الشرق الأوسط أو في العالم الثالث. مساهمات المليك المتعددة، لدعم المتضررين في الكوارث حول العالم مثلاً، تعبر عن نزعة إنسانية أصيلة، وروح إسلامية حقة، ترى في الآخر شريكاً إنسانياً يستحق العون والمساعدة، وكلنا نشهد بأم أعيننا على سبيل المثال اللفتات الإنسانية المتتالية في عمليات فصل التوائم والتي سجلت فيها المملكة بعداً إنسانياً نادراً شمل كل الأقطار. لقد كانت كلمات المديرة التنفيذية للبرنامج جوزيت شيران في حفل التكريم، كافية للتدليل على المكانة الرفيعة التي تحتلها بلادنا بقيادة رجل العطاءات الإنسانية ورائد الخير، وكان قولها من أن عطاءات المليك تمثل «منارة الأمل للأشخاص الأشد فقراً واحتياجاً في العالم» خير تعبير عن خير قائد، وخير مليك.