القوة الخليجية النووية القادمة

Abstract

القوة الخليجية النووية القادمة مازن عبد الرزاق بليلة* صدرت قرارات قمة جابر بالرياض، الأسبوع الماضي، تنص على أهمية النظر في تبني دول المجلس الطاقة النووية للأغراض السلمية، وبقي أن نلمس خطوات تنفيذية تصب في هذا الجانب، الشائك، وذلك في ظل سيطرة الدول الكبرى على قواعد اللعبة النووية، وتسييس استخدامات الطاقة النووية، ومصر هي الدولة العربية الوحيدة التي لم توقع حتى اليوم على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، لسبب بسيط أعلنته في كل المحافل الدولية، أن مصر لن توقع، ما لم توقع إسرائيل، والمهم أن دول الخليج، بطرحها الخيار النووي،قد بدأت لأول مرة تتحدث بلهجة لم يألفها الكبار، وبالتأكيد سوف تقع هذه القرارات محل الاستغراب والاستهجان من بعضهم، الذي ما زال ينظر لدول الخليج من علٍ. قبل شهر تبرع الملك حفظه الله، للجامعات السعودية الثلاث الكبرى لتطوير تقنية النانو محلياً، وهو توجه محمود، يشكر عليه الملك، لتشجيع العمل على دراسة مصادر الطاقة البديلة، والطاقة النووية أعرق، وأكثر في التطبيقات، وأوسع في الخدمات، ولا تتعارض مع كون المملكة من الدول المصدرة للنفط، لأن النفط طاقة مؤقتة، تعتمد على مخزون محدد سينتهي في وقت ما، ويحتاج إلى آلاف السنين ليتم تعويضه مستقبلا، لكن الطاقة النووية محدثة، ويتم تطويرها وتصنيعها حسب الحاجة، وأثبتت فاعليتها في أكثر من دولة، وتم تطوير طرق تقييد مخاطرها، وتحسين إنتاجها، وظلال حادثة تشرنوبيل لم نعد نسمع بها، فقد كانت حقبة قديمة، في دولة شيوعية، لكن مع الاحتياطات الحديثة، وتوفير سبل الوقاية، والتأكد من مواصفات ومعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أصبحت الحوادث لا تزيد عن أي مصدر آخر للطاقة، ومع محاولات الدول الكبرى تسييس الطاقة النووية، لتفزع بها الدول الأخرى، تظل هناك بعض الدول مستعدة لنقل خبراتها من أجل كسر احتكار الولايات المتحدة وأوروبا، مثل الصين وروسيا، بل إن دولاً من أوروبا الشرقية، وبعض الدول الإسلامية، تستطيع أن تساند تطوير هذه التقنية وتعزز وجودها، بعد أن قطعت شوطاً لا بأس به في هذا الجانب. القوة النووية، لا تعني الشر المطلق، ولا التطاول على أمن وسلامة الغير، مثل ما تحاول أمريكا وحلفاؤها تصويرها، بقدر ما تعني الاستفادة من علم متقدم لتوفير طاقة بديلة أكثر نظافة للبيئة من النفط، لأنه ليس لها عوادم، بشرط تطبيق شروط السلامة من الإشعاع، ولكن إيران....