التحرك السعودي.. الرسالة المقدسة

Abstract

كلمة اليومالتحرك السعودي.. الرسالة المقدسةيمثل التحرك السعودي المتنوع عربياً وعلى كافة المستويات والعواصم، نقطة ضوء جديرة بالانتباه في المرحلة الراهنة، التي تغلي فيها الأحداث، وتحتاج لمن يقود الأوركسترا بحثاً عن تناغم يجسد هوية للعمل العربي، ويحاول نزع فتيل القلق والاضطراب الذي تشهده الساحة. هذا التحرك الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين، يتحسس مواطن التوتر، ويعمل بجدية على نزع الفتيل الملغوم، لتحقيق الحد الأدنى على الأقل من التوافق والتضامن، من الأراضي الفلسطينية التي تشهد حالة غير مسبوقة، إلى العاصمة اللبنانية التي تنام وتصحو على هاجس الحكومة العتيدة، ومخاضها المنتظر، إلى استكمال المصالحة العربية وقبلها المصارحة التي دشنها المليك في قمة الدوحة الأخيرة، إلى الوقوف الجدي والحازم في وجه العروض الأمريكية/ الإسرائيلية التي تحاول تسويق الوهم وبيعه علناً باسم السلام والتطبيع، دون أي ثمن.. بالقفز فوق الاستحقاقات المطلوبة من الدولة العبرية أولاً وقبل أي شيء. هذه المحاور وغيرها، تعكس المواقف السعودية الرائدة والجديرة بالتأمل، وفي نفس الوقت تعني القوة والشخصية السعودية التي باتت محوراً داعماً لكل عمل عربي، وسنداً وحصناً للحق العربي، كما أنها تعكس أيضاً كيف يتصرف الفرسان وقت الأزمات. رسالة المليك للقادة الفلسطينيين، من الممكن أن تكون مدخلاً صحيّاً وصحيحاً لعلاقة فلسطينية/ فلسطينية تتعلم من الأخطاء السابقة، لتكون قفزة واعية تراعي مصلحة الشعب الأعزل قبل أن تراعي مصالح الفصائل المتصارعة، وتكرّم على الأقل أرواح ودماء الشهداء بدلاً من الاستهانة بها، واعتبارها مجرد مياه راكدة. رسالة المليك تلك، سبقتها مبادرات عديدة، وتدخلات ووساطات للم الشمل والتسامي على الجراح، وكلها تنطلق من الحرص على كل ما هو عربي، وكل ما هو إسلامي، لذا كان العمل من أجل لبنان مستقلٍّ ومستقرٍ، ومن أجل فلسطين حرّة، ومن أجل عالم عربي متضامن ومتآخٍ بالأفعال وليس بالأقوال. عندما تلعب المملكة هذا الدور الأبرز والأعقد، فإنها تعبر عن هويتها، وعن شخصية قائدها، وعن واحدة من أهم أسس بنائها، الإصلاح والتقريب، ومحاولة السمو الذاتي على كل الأهواء الضيقة والمصالح المحدودة، إنها رسالتنا في رياض العرب، وإنه قدرنا على هذه الأرض، مهما كان الثمن.