رؤية متأنية في خطاب خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس الشورى 3 استراتيجيات رئيسية تستشرف المستقبل السعودي وتستهدف المواطن أولاً استمراراً لمنهج طرحه قبل عامين: مواجهة الظلم بإقرار مزيد من العدل

Abstract

رؤية متأنية في خطاب خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس الشورى 3 استراتيجيات رئيسية تستشرف المستقبل السعودي وتستهدف المواطن أولاً استمراراً لمنهج طرحه قبل عامين: مواجهة الظلم بإقرار مزيد من العدل قراءة ـ محمد هجرس قراءة ـ محمد هجرسكعادته دوماً، يضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، النقاط فوق الحروف، ويرسم بفكره قبل قلمه، الخطوط العريضة للواقع المعاش، وللمستقبل المرتجى.. بكل ما عرف عنه من أمانة، ودقة، ومواكبة لمستجدات العصر والظروف الإقليمية الراهنة، وما يغشاها من أزمات، يتفاعل معها دون تجاهل، ويعيها دون تضخيم أو مبالغة. من هنا، يأتي خطابه أمام مجلس الشورى أول أمس، توجه من خلاله للشعب السعودي بكل شفافية ووضوح، وإصرارٍ وتحدٍ في نفس الوقت، صحيح أن الخطاب من حيث الشكل، يمثل إطاراً بروتوكولياً، يفتتح من خلاله أعمال المجلس في دورته الجديدة بعد إعادة تشكيله وتوسعته ليضم أعضاء جدداً، لكنه من الناحية الاستراتيجية يمثل لنا الكثير من الأبعاد المحلية والعربية والإقليمية والدولية، منطلقاً من اقتران مفهوم المسؤولية التي يحملها ويقوم عليها، بمفهوم الوطنية بمعناها الأعم الأشمل.. للإنسان/ المواطن، والوطن/ البوتقة. كان المليك صريحاً كعادته التي جبل عليها، وأميناً كما هو دائماً وصادقاً كما ألفناه، واستطاع في عبارات بليغة أن يدشن أو يستكمل ما يمكن اعتباره «ثورة» حقيقية في مجال العمل الوطني عبر عدة تغييرات هائلة شملت أعقد المرافق الحكومية وأقربها التصاقاً بالمواطن، ارتكازاً على مجموعة من الميزانيات المتتالية وبأرقام قياسية، لتحقيق منجزات عملاقة، عن طريق كفاءات جديرة بالاهتمام، وأفكار يمكن أن تسهم في بناء جيل متفتح، وأمة قوية، وأرضية صلبة لا تهتز، حتى في أحلك الظروف والمواقف. أجندة عمل القراءة المتأنية لمضمون الخطاب الهام لقائد الأمة، تشير لعدة مسارات عالجها خادم الحرمين الشريفين، ووضعها أمام الجميع لتكون أجندة عمل ميدانية شاملة، وليست مجرد كلمات احتفالية تنتهي بانتهاء المناسبة. وربما يكون من اللائق استذكار ومراجعة خطاب المليك أمام الشورى قبل عامين، والذي شمل لأول مرة عدة محاور يجب أن تكون أسساً واضحة تمثلت في: 1) ضرب فيه على أهم الأوتار في نموذج الحكم الرشيد، ووضع الأساس الناصع لواحد من أبرز أركان الدولة السعودية الحديثة التي تعهد شخصياً بأن «يضرب الظلم بسوط....