رعاية أسر الشهداء

Abstract

رعاية أسر الشهداء محمد بن عبداللطيف آل الشيخ اللفتة الأبوية الحانية، والمعبرة، من قبل خادم الحرمين الشريفين، بأمره - حفظه الله- بمنحة قدرها 50 ألف ريال لكل أم وزوجة شهيد، والتي تم الإعلان عنها في (الحفل الذي أقامته جمعية النهضة النسائية الخيرية في حفل اتسم بالولاء والفخر والاعتزاز في يوم الوطن الذي شرفته أسر الشهداء التي شاركت منهم 83 أسرة من جميع أنحاء السعودية) كما جاء في صحيفة الشرق الأوسط هو بكل المقاييس ينم عن مدى التكافل الذي ينعم فيه بلادنا، والوفاء الذي هو ديدن وسمة وكبارنا، والذي تعودنا عليه دائماً من قيادات هذه البلاد خلال كل تاريخها، وها هو خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرسخ هذا الوفاء بهذه اللفتة الكريمة الحانية التي تعني الكثير. هؤلاء الأبطال - أيها السادة - هم من وقفوا درعاً منيعاً وصلباً ضد الإرهاب والإرهابيين، لينقذوا وطنهم، وينقذوا مواطنيهم، من هذه الطغمة الدموية التدميرية الضالة المضلة، التي لم يردها دين، ولم يكبح جماح ممارساتها أخلاق ولا قيم ولا إنسانية، وهي تنفذ مآربها الشيطانية. إن هؤلاء الشهداء من رجال الأمن وهبوا لدينهم ووطنهم أغلى ما يملكه الإنسان وهي حياته، ومهما كان الجزاء، ومهما كان الشكر، فلن نصل إلى مستوى ما قدموه لبلادهم من تضحية، غير أنه الوفاء والعرفان الذي لا يملك مثلنا لمثلهم إلا أن يقدمه. وليسمح لي خادم الحرمين، بهذه المناسبة المتحضرة، وهذه الأبوة الكريمة التي ما فتئ يجسدها لنا - حفظه الله - في كل مناسبة، أن أرفع لمقامه الكريم، من خلال هذا المقال، أن يتم تطوير هذه اللفتة الأبوية، بحيث تتحول إلى (هيئة ملكية) يكون هدفها وغاياتها وعملها حصراً على رعاية أسر وأبناء وبنات الشهداء. فتضحياتهم تحتم علينا - يا سيدي - أن نقدر لهم جهودهم، ومساهماتهم في تطويق (طواغيت) هذه الفئة الضالة المضلة، بإنشاء (هيئة ملكية) هدفها، وغايتها أن تحتضن أسر وأطفال شهدائنا، ممن بذلوا أرواحهم فداء لهذا الوطن، ودعماً لاستقراره، وحمايته من هذا الفكر التدميري الدموي المنحط الخبيث. وأن تكون أسرهم، وبالذات أبنائهم ومن يعولون، لهم (امتيازات) دائمة على غيرهم، سواء على مستوى الخدمات والتسهيلات التي تقدمها الدولة كالمنح والقروض والإعفاءات العقارية أو الزراعية مثلاً، أو تلك الخدمات الأخرى التي يحظى بها المواطنون، بالشكل الذي يجعل أسرهم ومن يعولون، لهم (أفضلية نظامية) على غيرهم من المواطنين، بالشكل والمضمون الذي يشعر فيه (رجال الأمن) على وجه الحصر والتحديد أنهم محل عناية ورعاية و(تميز) من قبل أعلى مستويات صناعة القرار في الدولة. إن هذه اللفتة الحانية والأبوية منكم - حفظكم الله- سيكون لها تأثير إيجابي عميق على أداء رجال الأمن، الذين يتصدون بأرواحهم لهذا (الوباء) الفتاك الذي حل ببلادنا. وفي الوقت ذاته سيكون له ردة فعل إيجابية في محاصرة هذه الثقافة التدميرية، من خلال إظهار ضحاياها، على أنهم ضحايا الوطن، وضحايانا جميعاً، الذين نتعاطف معهم ومع ما يبذلونه من جهود، ومن فدائية لأوطانهم، ومن حرب، ومكافحة لهؤلاء القتلة المجرمين، كلاب النار. نريد من (رجل الأمن) الذي يسهر ونحن نيام، ويعرض نفسه لشتى أصناف الأخطار والإصابات، كي يرسخ أمننا في أوطاننا، أن يطمئن، وهو يمارس مهامه، أنه منا محل البصر من العين، وأن تضحياته ستنعكس على أبنائه أو من يعول فيما لو حصل له أي مكروه أو أذى. وبهذه المناسبة، دعوني أشكر صاحبة السمو الملكي الأميرة صيته بنت عبدالعزيز على تبرعها بساعات وجنيهات ذهبية لكل أم وزوجة شهيد. كما أشكر سمو الأميرة سارة بنت الفيصل رئيسة جمعية النهضة، التي تبنت هذه المبادرة الكريمة في الحفل الذي أقامته الجمعية.. وكذلك الأميرة عادلة بنت عبدالله التي سلمت هدية خادم الحرمين الشريفين في رمضان إليهم، ولن أنسى في هذا الشأن إسهامات سمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود حرم أمير منطقة القصيم، التي كانت لها جهود مماثلة، ومشهودة في رعاية أسر الشهداء في منطقة القصيم. وأتمنى ونحن في هذا الشهر الفضيل، التي تضاعف فيه الحسنات، أن نحذو حذو قائد هذه البلاد، وأن نفتح باب التبرعات لأسر هؤلاء الشهداء، ليكون ما يجتمع من تبرعات بمثابة (رأس مال) أساسي يجري استثماره، لتكوين جمعية خيرية استثمارية هدفها رعاية أسر هؤلاء الأبطال. حفظ الله الوطن من كل مكروه، ورحم أبطالنا، وجازى الله من أوصلنا إلى هذه الفتنة بما يستحق.