جامعة الملك عبد العزيز في قلب الإعصار

Abstract

جامعة الملك عبد العزيز في قلب الإعصار د. سامي سعيد حبيبيعلم كل من عايش أو تابع عن كثب فاجعة جدة التي داهمتها الأمطار الغزيرة وسيول الأودية المحيطة يوم الأربعاء الماضي الثامن من شهر ذي الحجة لعام 1430 هـ وقتلت فيضاناتها المتدفقة المئات من المواطنين والمقيمين وشردت الآلاف في ظرف سويعات معدودة من عمر الزمان وهدمت طبقاً لإحصاءات الدفاع المدني الرسمية وحتى تاريخ الانتهاء من كتابة هذه الأسطر زهاء خمسة آلاف منزل ودمرت أضعاف أضعاف هذا الرقم من السيارات، وأتلفت الكثير من المرافق العامة بل وحتى المساجد والمصلين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لقد تلقت مدينة جدة صفعة مائية جبارة بخرت أوهام مقولة «جدة غير» إلى غير رجعة ولتفيق جدة على واقع جد أليم، يعلم كل من عايش أو تابع أن شدة الصدمة قد تلقاها حي القويزة وجامعة الملك عبد العزيز والشريحة الواقعة بينهما من خط الحرمين السريع.وقد شكلت جامعة الملك عبد العزيز ببنيتها التحتية القوية درعاً واقيةً قوية لما وراءها من أحياء جدة كمثل الفيحاء والكندرة والواحات، وساهمت الجامعة في أعمال إنقاذية لآلاف الناس الفارين من هول الخط السريع إلى سكن أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وفتحت بيوت أعضاء هيئة التدريس لهم كما وفرت لهم مراكز إيواء في المواقف متعددة الادوار لكلية الهندسة وفي الاستاد الرياضي وأجزاء من المستشفى الجامعي، واستقبال مستشفاها لمئات المصابين ولعشرات المتوفين، كما فتحت الجامعة طرقاتها الداخلية كرابط بديل ولتسهيل حركة المرور كتحويلة بين كل من كبري الملك وكبري الجامعة بعد إقفالهما لأيام طوال بسبب أعمال التنظيف،وكإجراء وقائي للحد من مخاطر بحيرة الصرف الصحي «المسك» لجدة تتعاون الجامعة بتوفير مجاري السيل بداخلها ومنذ نزول المطر لهذا للتصريف التنفيسي عن مياه الأمطار المتجمعة وراء السد الاحترازي الذي يلي البحيرة الخطيرة التي تهدد عددا من أحياء جدة بالغرق في المياه القذرة، ويمكن النظر إلى كل ما قدمته وتقدمه جامعة الملك عبد العزيز كجزء من واجب الجامعة نحو المجتمع تقدمه الجامعة بكل أريحية وتلقائية ودون النظر إلى أي ثناء.نال الجامعة بسبب موقعها الجغرافي في ممر السيول الوافدة من الوديان المحيطة بجدة من الأضرار التي طالت بنيتها التحتية ما نالها، منها ما طال المستشفى الجامعي ذاته ومنها ما طال مخازن المواد الكيمائية بالجامعة ومنها ما طال بعض أهم....