مـبـروك للأكاديميـيـن والعـقبـى للأكاديميات

Abstract

تهنئة قلبية خالصة للأكاديميين الذين نافحوا وطالبوا بحقهم في الحصول على منحة الملك فهد -رحمه الله وأكرم مثواه- أسوة بزملائهم في الجامعات الأخرى. وما شاء الله تمت الاستجابة لهم، ولكنهم مُنحوا نصف المساحة، إذ كانت المنحة تنص على حق الأكاديمي في 2500 متر مربع، وبعد ذلك الكفاح حصلوا على 1250 مترا. ولكن لاطمئنانهم بأن صوتهم ذكوري ونبراته عالية فقد عاودوا المطالبة بحصتهم الباقية، وقد تم بفضل الله وكرمه الاستماع لمطلبهم، فقرأنا عبر صحفنا المحلية في الأيام القليلة الماضية ما يبشرهم أنهم سيحصلون على بقية حصتهم وفي أماكن متميزة. كما اعلن القرار صدور أكثر من 500 منحة جديدة، ولم يُشر الخبر من قريب أو بعيد إذا ما كان للأكاديميات فيها نصيب. والذي أتعجب منه أن المنحة الملكية - كما فهمنا وكما يشهد به واقعنا- لم تخصص للرجال فقط، فهي للأكاديميين، ومن المعروف أنه عندما يصدر أي قرار في هذه المواقع بصيغة المذكر، فإنه على سبيل التغليب، وليس على سبيل التخصيص، فكيف فهم أن المنحة للرجال فقط؟ والذي يبعث على التساؤل أن قرار المنحة كان ينفذ بطريقة فيها نوع من الغموض، فقد أعطيت ابتداءً لبعض الجامعات دون بعض، وبعد المطالبة صرفت المنحة بمساحات غير متساوية مع الجامعات السابقة، وها هي الآن الجهات المنفذة تعود لتكمل الأنصبة، فهل هذه الجهات المسؤولة تفهم القرارات فهما شخصياً، إنها يا قوم منحة، وقرارها واضح وصريح، وهذا ما شجعني على المطالبة مجدداً بحق الأكاديميات في هذه المنحة طمعا في المساواة والعدل. أما إذا كان قرار المنحة فيه ما ينص صراحة على استثناء الأكاديميات وتخصيصها للرجال فقط، فإنني أرجو من المسؤولين أن يريحوا قلوبنا ببيان هذا الأمر وتوضيحه، حتى نكف أقلامنا عن المطالبة بما لا نستحقه، وإن كنت أجزم جزما قاطعاً بأن استثناء النساء الأكاديميات من منحة ملكية صادرة من رجل دولة كريم، لا يمكن أن يكون، لأننا تعودنا في بلادنا الحبيبة على إكرام المرأة، وعدم التفرقة في المعاملة بين الذكور والإناث. والأمر في نظري لا يعدو كونه فهماً أحادياً، وتحليلاً ذكورياً لمعطيات الأمور، فربما كانت مسوغات اختصاص المنحة بالرجال دون النساء أن الرجل هو صاحب القوامة، وهو من يتحمل المسؤولية فمن حقه تخفيف العبء عنه. وهذا الفكر الأحادي الجانب هو السبب في ضبابية الرؤية وعدم النظر إلى الأكاديمية الأرملة، والمطلقة، وغير المتزوجة التي ليس لها عائل، كل هؤلاء يقمن بإعالة أبنائهن وأسرهن أليس لهن حق في هذه المنحة؟!! وبغض النظر عن جميع الظروف، فإن المساواة بين جميع الأكاديميين والأكاديميات في المنح والعطايا وجميع الأمور، هو ما يتقبله العقل ويأمر به العدل، فالأكاديميات يقمن بنفس أدوار الأكاديميين. والغريب في الأمر أن هذه المنح أُعطيت لجميع الأكاديميين من الرجال، بدءا من المعيد. فهل يُكرّم المعيد بالمنحة، لأنه رجل، ولا تكرّم المرأة بها حتى وإن وصلت إلى درجة أستاذ؟! وانطلاقاً من مبدأ (لا يضيع حق وراءه مطالب) خاصة إذا كان التوجه بهذه المطالبة إلى من عرف بتوخيه العدل والإنصاف، فإنني أتوجه باسمي واسم جميع الأكاديميات إلى والدنا الكريم الملك عبدالله (منصف المرأة) بأن ينظر في أمر هذه المنحة، ويرد لنا حقوقنا. وجزاه الله عنّا وعن أمة الإسلام خير الجزاء.