العام الهجري الجديد وقانون السببية
Date
2009-12-17xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14301230Author
Abstract
العام الهجري الجديد وقانون السببيةد.نورة خالد السعد غدا أول أيام العام الهجري الجديد، الذي يرتبط في قلوب المسلمين جميعا بذكرى هجرة المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم ــ من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، والتي ذكر الشيخ محمد الغزالي في عدد من كتاباته عن القضايا الإيمانية المرتبطة بالهجرة، وماذا تعني للمؤمن والمسلم منها أنها تعني للمسلمين (إيمان بالمستقبل وثقة بالغيب)، وكما يقول الكاتب وصفي عاشور في تحليله لكتابات الشيخ الغزالي عن الهجرة النبوية: (كان المنتظر أن يقول «إيمان بالغيب وثقة بالمستقبل»، لكنه عبر مع المستقبل بالإيمان ليرفع الثقة بالمستقبل إلى درجة العقيدة والإيمان بالغيب. فلن تكتمل حقيقة الدين في القلب إلا إذا كان الإيمان فيه بالغيب قسيم الإيمان بالحاضر، ولا يصح تدين ما إلا إذا كان الإنسان مشدود الأواصر إلى ما عند الله، مثلما يتعلق بما يرى ويسمع في هذه الدنيا؛ فالمجاهد مثلا يقاتل من أجل النصر للعقيدة أو الشهادة لنفسه، لكن النصر عنده غيب، خصوصًا إذا وهنت الوسيلة، وقل العون، وترادفت العوائق، بيد أن هذا النصر ينبع من الإيمان بالله؛ فهو يمضي في طريقه المر واثقًا من النتيجة الأخيرة. إن غيره يستبعدها أو يرتاب فيها، أما هو فعقيدته أن اختلاف الليل والنهار يقربه منها وإن طال المدى؛ لأن الله حقَّ على نفسه عون الموحدين ونصر المؤمنين.. فلماذا الخوف من وعثاء الطريق وضراوة الخصوم؟ ولِمَ الشك في وعد الله القريب أو البعيد؟! إن المهاجرين الأوائل لم ينقصهم إيمان بمستقبل أو ثقة بغيب، إنما نهضوا بحقوق الدين الذي اعتنقوه، وثبتوا على صراطه المستقيم، على الرغم من تعدد العقبات وكثرة الفتن، من أجل ذلك هاجروا لمَّا اقتضاهم الأمر أن يهاجروا، وبذلوا النفس والنفيس في سبيل عقيدتهم. ومع أن الله تعالى وعد المؤمنين أن رسالتهم ستستقر، وأن رايتهم ستعلو، وأن الكفر لا محالة زاهق، إلا أنه علق أفئدتهم بالمستقبل البعيد وهو الدار الآخرة: (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ * أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ * فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) (الزخرف 41- 44). ومن هنا لا يعتري النفسَ مللٌ، ولا الجسم كلل؛ لأن أشواقه ممتدة إلى المستقبل البعيد،....
Publisher
صحيفة الاقتصاديةVideo Number
470745Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
5911Topics
الحقوق المدنيةالسعودية - الاحوال السياسية
الفساد الاداري
حماية المستهلك
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة