القس الهندي ونعناع وحبق المدينة !
التاريخ
2009-03-18التاريخ الهجرى
14300321المؤلف
الخلاصة
القس الهندي ونعناع وحبق المدينه تناقلت وكالات الأنباء في نهاية الأسبوع الماضي خبرا مثيرا.. تكمن الإثارة فيه أنه جاء تعبيرا عفويا وتلقائيا خاليا من آثار التبعية السياسية أو المذهبية أو الوصولية ابتغاء تحقيق مآرب شخصية.. وإنما كان الموضوع جديا ونزيها وتبرأ من طفح الأهواء المادية. نص الخبر على أن قسا هنديا خص في صلاته في الكنيسة مع أتباعه من الحاضرين الدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وللمملكة العربية السعودية.. مثمنا الدور القيادي والواعي والأمين من جانب الملك القائد وانفتاحه على كل الأديان ونهجه القويم الذي دعا فيه إلى سيادة حوار الأديان.. وما نجم عن ذلك من الارتقاء بالمفاهيم عند الكثيرين والخلوص إلى اتباع أسلوب الحوار المبني على التفاهم واحترام الرأي الآخر.. والتجرد من الأطماع السلطوية أو الفئوية أو الحكومية والنزوع إلى فرض السيادة بالقوة والجبروت.المملكة مرتع للأفواه:وركز القس في صلاته على الإشادة بدور المملكة القيادي وما تتمتع به من مكانة مرموقة دفعت بها نحو الريادة في العالم العربي والإسلامي.. بل وفي العالم لا يحملها على ذلك أو يدفعها رغبة همجية في التحكم أو استغلال نفوذها ومكانتها الروحية والاقتصادية وطاقاتها الهائلة وإنما هو الإيمان يصدر عن عرين الإيمان ومكمنه من مكة المكرمة عاصمة الكون بأسره.. وكيف أنها مرتع خصب يجد فيه الملايين من شتى أنحاء العالم والنحل والملل والجنسيات لقمة العيش الشريف والمكان الآمن.. إن هذه الشهادة تزكي القائد وشعبه.. وتضيف بذلك حسا جديدا يضاعف الرغبة في الحفاظ على هذه المكاسب والثقة العالمية وتنميتها من خلال بذل المزيد في ظل الأهداف السامية لهذا الدين وشريعته السمحة.. لنبلغ درجات أخرى متقدمة بحول الله وقوته.* حبق المدينة ونعناعها والفرية الكبرى:أحسن المختصون الفعل والقول عندما أزالوا تلك الشكوك والضبابية التي صدمت حقيقة المفاهيم الموروثة عن النعناع.. تلك النبتة العطرية التي انتشرت زراعتها وأنواعها البرية في دول العالم والمملكة منها في المقدمة.* الدكتور الفلاتة والنعناع:هاتفني الدكتور محمد عمر فلاتة نجل شيخ الحديث في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأستاذ الأجيال رحمة الله عليه.. خاطبني الدكتور في نبرة ارتفعت وتيرتها غيرة واستنكارا لما جاء في التصريح الذي تواتر عن طريق وسائل الإعلام وخاصة عن طريق الإنترنت.. والتي ذهبت مع تلك الفرية الكبرى بأن حبق المدينة بعد الأبحاث المخبرية تأكد أنه يسبب السرطان وأمراض الكبد.. واستغرب الدكتور هذه الفرية وقال منذ طفولتنا الباكرة وشيوخنا وقد بلغوا من الكبر عتيا ما زالوا يشربون في أعقاب الغداء والعشاء حبق المدينة.. وقد ألف الجميع أنه يسهم ويساعد على الهضم والرائحة الزكية حتى أنه أصبح عادة مألوفة.* تصريح الدكتورين الخضيري والقحطاني:تحدى الدكتوران الخضيري والقحطاني في جريدة المدينة مزاعم زميلهم، من خانه التوفيق وأطلق ذلك الحكم الجائر.* السرعة في التعميم :ومن المؤسف حقا أننا أصبحنا كالأبواق نردد في تلقائية وتلباثية عاجلة أية معلومة تصلنا.. بل ونمعن في ارتكاب الحماقة والتعاطي مع الفرية بسذاجة والعمل على سرعة انتشارها.. دون التريث أو الوقوف عند هكذا خبر يهز الثوابت وينسف التقاليد وما استقر في عقول أفراد هذا المجتمع من أعراف أصبحت جزءا من ثقافته.والمدينة بالذات.. مدينة ذات حصانة إلهية فهي ما زالت تعيش في كنف دعوة رسول كريم.. هو من نعته ربه بالرؤوف الرحيم.. والذي دعا للمدينة بدعوة أبيه وأبينا إبراهيم عليهما الصلاة والسلام وسألا الله أن يبارك لها في هوائها وفي مدها وصاعها أو كما قال صلى الله عليه وسلم، حتى أن ترابها دواء. ليت من يتهافتون على إرسال البريد الإلكتروني يراعون الله ويخافونه وكذلك على الأطباء والعلماء أن يراقبوا الله فيما يصدرون من معلومات خاصة كهذه لأن الأمانة العلمية تقضي بذلك ومن وراء ذلك حساب الله، يقول الله عز وجل «إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» (ق: 17، 18).وحسبي الله ونعم الوكيل.للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
471261النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15544المؤلف
علي محمد الرابغيتاريخ النشر
20090318الدول - الاماكن
السعوديةالهند
الولايات المتحدة
الرياض - السعودية
نيودلهي - الهند