حرية ( النقد ) .. نقد ( الحرية ) .. !
التاريخ
23-3-2008التاريخ الهجرى
14290315المؤلف
الخلاصة
يترقب المواطنون بشغف كل عام، الخطاب الملكي السنوي من منبر قبة الشورى. الخطاب الملكي الذي عرفناه من الملك المجدد المصلح (عبد الله بن عبد العزيز) حفظه الله، هو رسالة شفافة، تنطلق من قلب مؤمن بما يعتقد ويقول، إلى ملايين القلوب التي تؤمن هي الأخرى بصدق الذي تسمعه منه. في كل عام شوري جديد، يحدد الخطاب الملكي المضيء، مسارات منهجية على درب الإصلاح والتجديد، وذلك في السياستين الداخلية والخارجية، ويعرض أمامنا رزمة جديدة من الإصلاحات المبهجة، التي ما إن يُعلن عنها في هذا المنبر، حتى تتحول إلى واقع ملموس على التراب الوطني، في هذا الجزء أو ذاك من بلادنا الطيبة. * وفي الخطاب الملكي الشوري هذا العام - إلى جانب عرض سياسات الدولة في التنمية العامة، والتصدي لكثير من التحديات المحلية والإقليمية والدولية - تبرز مسألة جديدة مهمة، هي بكل تأكيد، في صلب (المشروع التجديدي الإصلاحي)، الذي نهض به الملك المفدى حفظه الله، ليس بعد توليه مقاليد الحكم فقط، ولكن منذ ولايته للعهد. إنها مسألة الرأي. الرأي بداية، والرأي نهاية، والرأي فيما بينهما، فالرأي قبل شجاعة الشجعان كما يقال، والرأي الذي لا تسنده حرية خالصة في التعبير، يموت في مخاضه الأول قبل أن يولد، ومن الثمار الطيبة للرأي، النقد.. نقد الذات أولاً، ونقد العام ثانياً. بدون النقد الذي يقوم على التقييم بهدف التقويم، تفقد المجتمعات توازنها حقيقة، فتتقهقر وتتأخر، وتنضوي سراعاً تحت سطوة الكبت وتكميم الأفواه. هذا التوجه المعلن من الملك المفدى، في قضية تتعلق بالرأي وحرية التعبير، تجدد في ذهنيتنا الوطنية، مشروع الحوار الوطني، الذي تبناه حفظه الله قبل عدة أعوام، فأصبح علامة فارقة، في توظيف كافة الأطياف والرؤى المذهبية والفكرية، لصالح اللحمة الوطنية، ونبذ ما عدا ذلك من تصنيفات بغيضة، وتفريزات مشينة، لا يمارسها إلا شاذ منحرف، عدو متربص بكل إنجاز وطني يتحقق. * إن النقد لا يقوم بدون أرض صلبة من الحرية يقف عليها. الحرية المسؤولة - كما عبر عنها الملك المفدى - تمنح النقد الصادق البناء، القوة المتوجبة لمقاومة قوى التخلف والرجعية، واختراق جدر الوصاية على المجتمعات، حين تصبح الكلمة الناقدة، مأثومة مجرّمة، ويصبح الإنسان الناقد، عنصراً خطراً على قوى الظلام والتكلس. وليس كما عرفه الناس قبلنا، مرآة صافية واضحة، تعكس صورة الواقع الذي يحيط به، بكل ما فيه من حلو ومر.....
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
473800النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12960الهيئات
مجلس الشورى - السعوديةالمؤلف
حماد بن حامد السالميتاريخ النشر
20080323الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية