حركة الاقتصاد الخفية
التاريخ
2009-02-10التاريخ الهجرى
14300215المؤلف
الخلاصة
درجة التعقيد في الاقتصاد تجعل الكثير إما أن يبتعد عن متابعة العوامل المؤثرة والكثيرة في حركة الاقتصاد وإما يجعل البعض الآخر يبسط الأمور إلى حد التسطيح، وكلتاهما لا تعطي الموضوع حقه. الوعي بحركة الاقتصاد وقياس هذه الحركة يجعلانا متواضعين في قدرتنا على قياس هذه الموجات المتدافعة الأولية والثانوية. هناك موجات بعيدة تسمح بالتأجيل ولو أنها أكثر ضرراً من أخرى قريبة، وهناك موجات عنيفة ولكن هناك أخرى لا تقل عنها تأثيراً ولكنها بطيئة. درجة وحدة وتوقيت كل موجة تعقد مهمة كل مراقب اقتصادي وصانع سياسة اقتصادية مهما كانت درجة ذكائه أو سعة اطلاعه. من هذا المنظار لفت نظري عدة أخبار اقتصادية سوف تكون مؤثرة في المديين المتوسط والبعيد. يشكل قطاع المواصلات أهم جزء من معادلة استهلاك النفط، فعلى سبيل المثال يبلغ استهلاك هذا القطاع في أمريكا نحو 10 ملايين برميل في اليوم، فهذا تقريباً يعادل نصف استهلاك أمريكا. الخبر أن أحد أعمدة سياسة الإدارة الجديدة هو تلك الرغبة الملحة في تقليص الاستهلاك سواء لأسباب جيواستراتيجية أو بيئية. الجديد هنا هو تطبيق مواصفات جديدة على السيارات يجعلها تستهلك أقل وقود حتى في ظل انخفاض الاستهلاك والأسعار. هذا التوجه سوف يستمر ويأخذ عزماً جديداً وينتشر في العالم. يسهم في ذلك أزمة اقتصادية خانقة أدت إلى نقص استهلاك النفط مما أثر في دخل المملكة بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال رفع تكلفة القدرة الاستيعابية للتصدير غير المستغلة فهل نحن على شفا تحول هيكلي في الاستهلاك واقتصاديات النفط؟ رد الفعل الأولي لدى الكثير: أن هذه التغيرات دورية ووقتية وقد تعايشنا معها مراراً. من يعرف؟ هل هذا التغيير دوري أم هيكلي؟ وما درجة حدة هذا التغيير في المدى البعيد؟ خبر آخر لفت نظري هو إعلان حكومة العراق 50 ألف بعثة دراسية مقارنة ببعثات المملكة التي تصل إلى نصف هذا العدد تقريباً بعد أن سجلت زيادة كبيرة في السنوات القليلة الماضية في ظل برنامج بعثات خادم الحرمين. العنصر الأهم في المعادلة الاقتصادية هو العنصر البشري المؤهل تعليمياً. الخوف أن يؤثر دخل الحكومة في استمرار برامج البعثات مثلما أثر في الماضي. نعيش في عالم تحكمه المنافسة الاقتصادية وخاصة مع جيران المملكة فهل سوف نواصل البعثات؟ بل هل نستطيع تطوير البرامج وتوعية العناصر القادرة فعلاً على استغلال الفرص المتاحة خارجياً؟ خبر لافت إيجابي، هو تلك المرونة التي تقدم بها صندوق الاستثمارات العامة في سياسة الإقراض من خلال زيادة نسبة الإقراض ومدة القرض. أتى التوقيت مناسباً في ظل محدودية الإقراض التجاري. حبذا لو قام صندوق التنمية الصناعية بخطوة مشابهة. دور هذه الصناديق في المشاريع الصناعية المدروسة سوف يبقى مهماً لسنوات، لذلك يستحسن رفع درجة الكفاءة الفنية والائتمانية. الخبر الأخير كان أقل وضوحاً حينما أعلنت الخطوط السعودية خسائر تبلغ 1.8 مليار ريال بسبب تغيب عملاء عن حجوزاتهم على رحلات الخطوط، تلك الممارسات المكلفة من المؤكد أن لها حلولا عملية جربت في الخارج، هل هذا الخبر بداية لشفافية أعلى؟ غياب المعلومة المؤكدة عن الخطوط يجعل من هذا الخبر غير ذي قيمة اقتصادية حيث يصعب تأطيره أو قياسه أو تحليله. هذه الأخبار مجتمعة تحمل المخاطر والآمال والمنافسة والحاجة إلى الشفافية، وهذه هي محركات الاقتصاد. رصدها وقياسها وتحليلها هي ممارسة العمل الاقتصادي. التعامل معها شمولياً هو السياسة الاقتصادية.
الرابط
حركة الاقتصاد الخفيةالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
472235النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
5601المؤلف
فواز بن محمد الفوازتاريخ النشر
20090210الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية