الطريق إلى السلام

Abstract

السبت, 24 يناير 2009راي المدينةأسست مبادرة خادم الحرمين لرأب الصدع العربي في قمة الكويت طريقًا جديدًا للتعامل مع القضية الفلسطينية سواء على مستوى تضميد الجراح النازفة في غزة من جراء العدوان الإسرائيلي عليها أو استنبات رؤية عميقة للتضامن ونصرة القضية الفلسطينية في وجود رئيس أمريكي جديد في البيت الأبيض.ولم تكتفِ القيادة السعودية بطرح رؤاها حيال الأمر «بشكل نظري» بل اتبعت ذلك عمليًا، فكانت لقاءت المصالحة بالكويت التي جسَّرت الفجوة بين الأشقاء لمواجهة استحقاقات المرحلة سواء على مستوى حل قضايا وهموم المنطقة أو تمتين الوحدة العربية وتفويت الفرصة على المراهنين على التشرذم العربي. واستتبع ذلك توجيه رسائل إلى واشنطن وكل المعنيين بالأمر تتحدد في أن المبادرة العربية للسلام لن تستمر مطروحة إلى الأبد، بل يجب أن توفر لها الآليات التنفيذية بحيث نصل فى نهاية الأمر إلى «بروز الدولة الفلسطينية إلى الوجود مع إمكانية بقائها وفق حدودها المعلومة» على أن تكون عاصمتها القدس الشريف، وحل قضية اللاجئين وباقي الملفات العالقة مثل «الجولان المحتلة ومزارع شبعا» وغيرها.وكان الخطاب السعودي واضحًا وقويًا وحازمًا وهو يعلن أن تفويت فرصة السلام وتحقيقه على أرض الواقع خسارة كبيرة، وثمة وسائل أخرى يمكن أن تتبع لأخذ الحقوق وهو خيار لا تريد الدول العربية اللجوء إليه، لكنها ستجد نفسها مضطرة لذلك إذا ضاقت فرصة الخيارات. وعلى مستوى آخر فإن الخروقات الإسرائيلية المتكررة وهروبها المستمر من الالتزام بتحقيق السلام وفق «المبادرة العربية» تستدعي من الجانب الأمريكي الضغط عليها والنظر إلى قضية الشرق الأوسط بحيادية ونزاهة ليكون وسيطًا مأمونًا وموثوقًا به وهو ما افتقده الراعي الأمريكي طوال إدارة بوش التي ظلت منحازة إلى الدولة العبرية مما أدى لضياع الكثير من فرص تحقيق السلام العادل.لقد دخل العالم والمنطقة في حقبة جديدة تتطلب أفقًا ومقاربات جديدة بدأها العرب في الكويت ودشنها المليك المفدى وهو يؤكد التمسك بالسلام العادل عبر المبادرة العربية، وفي ذات الوقت يدعو إلى الجدية واستثمار الوقت في التوصل إلى الحلول إذا كانت إسرائيل جادة في التوصل إلى السلام، وإذا كانت الإدارة الأمريكية جاهزة للقيام بدورها حيال ذلك.