الملك فيصل .. كيف يبقى منهجه الاداري في حاضرة الناشئة ؟ !

Abstract

الاثنين, 12 مايو 2008د.سعود المصيبيحاقترح صياغة كتاب عن المنهج الإداري والتنظيمي والتربوي والاجتماعي للفيصل يوجه للأجيال الحالية وللموظفين ولمحبي هذا الوطنقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله الامثلة تلو الامثلة في الوفاء لرجالات هذه الدولة وقادتها.. وكنا في العام الماضي مع الملك سعود رحمه الله وعطاءاته.. وها نحن الان مع الملك فيصل رحمه الله وتاريخه العاطر واسهاماته العظيمة.. وواصلت دارة الملك عبدالعزيز انجازاتها في مرحلتها الجديدة منذ ان تولى رئاسة مجلس ادارتها رجل الانجاز والعطاء الامير سلمان بن عبدالعزيز فرأينا الانشطة والاصدارات والبرامج والفعاليات التي تخدم اهداف الدارة ويقف وراءها اكاديمي مسؤول متميز هو الدكتور فهد السماري امين عام الدارة.ويوم الخميس الماضي كانت ليلة من اجمل الليالي عن الفيصل رحمه الله في جلسة رأسها الامير المفكر خالد الفيصل وحاضر فيها اصحاب المعالي جميل الحجيلان ومحمد ابا الخيل وهشام ناظر وهم من رجالات الملك فيصل حيث كان الحديث موثقاً جميلاً معطراً بالذكريات والمواقف المشرفة.. فذكر جميل الحجيلان عن منهج الملك فيصل في التوجيه الاداري في العمل والذي يركز على التلميح دون الدخول في التفاصيل ويفضل المسؤول العملي الذي لا يرجع له بل يعمل ويبادر ويكون عوناً له لا عبئاً عليه بكثرة رجوعه اليه.. وتحدث عن عفة لسان الفيصل وسمو اخلاقه اثناء النزاعات الاعلامية مع الدول الاخرى اذ كان يحذر من الردود والشماتة بل الترفع والعلو في المواقف وعن عمق تدينه وصدقه في الا يتعامل مع اهم دولة في العالم وهي الاتحاد السوفيتي لأنه وطن قائم على الإلحاد وتنبأ بسقوطه وأصبح ذلك واقعاً وتحدث ‏عن توجيهاته في وزارة الصحة في أهمية الزيارات الميدانية وتفقد ‏مناطق المملكة لمدة شهر في بداية عمله. وتحدث الأستاذ محمد أبا ‏الخيل عن الميزانية التي كانت 3000 مليون حتى أوصلها الملك ‏فيصل بإدارته وحنكته وحكمته إلى قرابة المئة مليار حيث أشرف ‏على ذلك قبل استشهاده رحمه الله.. وتحدث هشام ناظر عن الخطط ‏التنموية التي وضعها الفيصل والتي نجني ثمارها بعد وفاته المتمثلة ‏في الخطط التي بدأ وضعها في عهده رحمه الله.. وتحدث الأمير خالد ‏الفيصل عن الحزم الإداري والعدل واحترام الوقت وكثرة العمل حيث ‏كان يعمل طوال اليوم ولمدة سبعة أيام ما عدا صباح الجمعة وذلك ‏بسبب خوفه على فوات صلاة الجمعة على الموظفين.. وتحدث عن ‏برنامجه ومتابعته وفكره الوقاد.حقاً كانت خير ختام لهذه الندوة عن الملك فيصل رحمه الله وكنت ‏أتمنى لو أعطى الأكاديميون طلاب أقسام التاريخ والسياسة والإعلام ‏والاجتماعيات والشريعة وغيرها درجات عن حضور هذه الندوة ‏للاستفادة من هذه الدروس المفيدة.. ولعلي اقترح صياغة كتاب عن المنهج الإداري والتنظيمي ‏والتربوي والاجتماعي للفيصل يوجه للأجيال الحالية وللموظفين ‏ولمحبي هذا الوطن.. فالتختيم الأخير للأمير خالد الفيصل ‏كان أنموذجا فريدا في تجربة الإنسان في حياته وارتباطه بدينه ‏وعقيدته وأبناء شعبه حتى أنه ساوى بين ابنته وبقية المرضى في ‏المستشفى حينما تحرج أن يزور ابنته في المستشفى ولا يزور بقية ‏المرضى وهذه هي قمة المسؤولية ‏والإنسانية والأمثلة كثيرة فتكون التجربة للجيل الجديد الذي يقوده ‏الملك الفارس وولي عهده الأمين إلى التنمية والإصلاح والتطور في ‏أنها لن تواصل النجاح إلا بمنهجية الانضباط والجدية والعمل الدؤوب ‏وهذا ما نحتاجه لمنهج التربية الوطنية في تقديم نماذج غيرت في ‏تاريخنا وانطلقت بنا إلى مصاف متقدم في العمل السياسي والدولي ‏والتربية والاقتصاد والتخطيط والإعلام وهذا هو الهدف الأساسي في ‏نظري الذي تبنى فيه الملك وولي عهده الوفاء لأولئك القادة ووضع ‏المنهج ورسمه أمير الإنجاز سلمان بن عبدالعزيز فكان هذا العمل ‏المؤسسي المميز من د. فهد السماري وبقية العاملين معه.