الملك عبدالله و برهان الجديّة
Date
2009-02-15xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300220Author
Abstract
لم أشك لحظة منذ تولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية وإطلاقه لمشروعه الإصلاحي الشامل الكبير أنه جاد في هذه الحملة الوطنية الصادقة وأنه يعي تماماً ما يفعل, وها هو اليوم يعود من جديد ببراهين جديدة لمن شككوا في جدوى مشروعه ويرسل رسالة جديدة من خلال التشكيل الوزاري الأخير والذي تم فيه تغيير عدد ليس بالقليل من الوزراء ونوابهم في تغيير حقيقي لمؤسسات الدولة لأول مرة منذ توليه الحكم في 2005. المتابع لخط الملك عبدالله يستطيع أن يستشف شيئاً من سماته الشخصية وصفاته الخاصة, إذ هو من النوع الذي يفضل الخطوات المحسوبة المتدرجة والتي تكون أكثر رسوخاً وتصميماً على تحقيق أهدافها على الأرض بديمومة أكبر, بدلاً من القرارات الارتجالية التي تأتي بسرعة ويتم التراجع عنها بسرعة أيضاً, فإخراج تلك المؤسسات من حالة الجمود تطلب الكثير من الوقت والجهد ولا يزال الطريق طويلاً لكن كل يوم يمر يزيد من اتضاح الرؤية, رؤية المحطة التي ننشدها, فالسير بمؤسسات الدولة الدينية والقضائية والتربوية ماض إلى التطوير وتحسين الأداء يتجه إلى الأعلى دوماً بخطى ثابتة متدرجة بحيث أصبح كثير من أحلامنا حقيقة دون أن نشعر, لأن هذه الأحلام تحققت بالعمل الدؤوب البطيء وليس بالقفزات المتهورة. ولعل أهم ما لمسناه يظهر في شقين, الأول: هو تصميم الملك على إصلاح القضاء, والثاني: إصلاح المؤسسة التربوية.الإصلاح القضائي تمثل في تعيين قيادات جديدة تقود الدوائر القضائية, وضخ هذه الدماء الجديدة في من نهلوا من المعارف المختلفة وعاشوا في مجتمعات مغايرة ونالوا شهاداتهم من جامعات عريقة,هذا القرار كفيل بتحقيق سعة الأفق المطلوبة للوصول بمستوى وكفاءة المؤسسات القضائية إلى المقام المستهدف وزيادة عدد القضاة الذين يحملون هذه المواصفات هو بلا شك سيؤدي لنتائج أكثر إنسانية وأكثر معاصرة وأقرب لتحقيق العدالة. الشق الثاني عالي الأهمية هو إصلاح التعليم في بلادنا وتعيين القيادات القويّة التي تدرك أن التعليم وتخريج النشء الجديد يمكن أن يكون بوابة النهضة الوطنية الحقيقية, وذلك عندما تخرّج مدارسنا طلبة العلم الذين يكونون واجهة مشرفة لبلدهم والذين يشاركون الإنسانية في استكشاف الكون والطبيعة ويسخرونهما لكل ما ينفع البشرية ويخدمها في مجالات العلم المتعددة, كما يدركون أنه يمكن للتعليم أن يكون بوابة الجحيم لبلادنا والعالم فيما لو اخترنا أن نخرّج نسخاً بشرية مكررة من المحفوظات التي تترك الدين كله وتختزله في نصوص معينة لا تكف عن تكرارها, أعني تلك النصوص التي لا تتحدث إلا عن قتل الكفار وبغض الكفار دون أن يعلمّهم أحد أن تلك النصوص الكريمة نزلت في نسقها وفي ظروف زمنية معينة عندما كان الإسلام يعاني من حالة اضطهاد من قبل أعدائه فكان من الضروري أن يكون الخطاب بنفس درجة الشدة ومقاومة ذلك الاضطهاد, ذاك زمن آخر ولا يجوز تعميمه بتلك الطريقة الفجة التي يفعلها البعض وهناك تحد كبير للقيادات التربوية الجديدة التي ستصحح هذا الخلل, فوضع التعليم شديد التعقيد, خصوصاً عندما يكون من تختلف معه يتخيل أنه هو المسيح بن مريم و أن من يسعون لإصلاح التعليم هم الأشرار والشياطين!تعيين واحد وعشرين عالماً في هيئة كبار العلماء من المذاهب السنية المختلفة من شأنه أن يوسع مذاهب الناس وأن يخرجهم من ضيق الحزبية المذهبية إلىسعة الإسلام والحراك ضمن إطار الشريعة التي نعتز بها, وسيكون هذا الحراك الفقهي بذرة تعلم الناس التسامح والشروع في الاتساع لقبول الرأي المخالف والمذهب المغاير مما سيعود بالدين إلى حالته الطبيعية التي تبقي الخيارات مفتوحة ولا تحبس الناس في رأي واحد فيكون متشدداً أحياناً حيث كان يخيل لبسطاء الناس وعوامّهم أن من يستمع للموسيقى سيخلد في النار! هذه السعة ستعلم الناس أن ما يجهلونه عن دينهم أكثر بكثير مما كانوا يعرفون, وسيصابون بالدهشة الكبيرة حين يعلمون كم هو قليل عدد المسائل الفقهية المتفق عليها وكم هي قليلة مسائل الإجماع وكيف أن الإثم لا يحدث عندما يتبع مذهباً من المذاهب الفقهية باتفاق الفقهاء على ذلك!!هناك مشروع إصلاحي حقيقي لدى هذا الملك العظيم عبدالله بن عبدالعزيز, حلم بمملكة إسلامية عصرية مختلفة تجمع الاحتفاء بأصالة الماضي وعراقته مع العيش في الحاضر بعيون على المستقبل, ومن الواضح أن الملك عبدالله في قمة الإصرار على السير بهذا المشروع إلى حيث حلمه, فلنكن معه ولنشاركه هذا الحلم ولنساعده عليه لأنه حلم من أجلنا جميعاً ومن أجل أبنائنا وأحفادنا من بعدهم. 0 : عدد التعليقات
Publisher
صحيفة الوطنVideo Number
479034Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
0Topics
السعودية - الأوامر الملكيةالسعودية - الاحوال السياسية
السعودية - التخطيط التربوي
القضاء - تخطيط
الموظفون - تعيينات
ترقيات الموظفون
تطوير القضاء
Organization
جمعية علماء المسلمين - السعوديةThe name of the photographer
خالد الغناميDate Of Publication
20090215Spatial
السعوديةالرياض - السعودية