الأمير نايف

Abstract

الأمير نايفعبد الوهاب الفايز الأمر الملكي بتعيين سمو الأمير نايف نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء كان إضافة جديدة ونوعية لمشروع خادم الحرمين الشريفين الذي يتبناه لإعطاء مجتمعنا ما يستحقه من مبادرات تهدف إلى استقراره ونقله إلى حقبة جديدة، وخادم الحرمين ـ حفظه الله ـ لا يقدم مفاجآت شجاعة أو جريئة، إنما يقدم قرارات ومشاريع تنبع من احتياجات وتطلعات الناس، وخادم الحرمين وهو القريب من الناس يعرف ما يريده الناس، لذا عندما تأتي قراراته فإنها تجد صداها الشعبي المؤيد والداعم.. وتأتي في الوقت المناسب للناس والوطن. ولأن الملك صادق مع شعبه، لذا تأتي مشاعر الناس تلقائية وصادقة للترحيب بما يقدمه ـ حفظه الله ـ، وتعيين سمو الأمير نايف نائبا ثانيا كان له أصداؤه الإيجابية الواسعة، لأن الناس تعرف من هو نايف بن عبد العزيز، وما هي مواقفه، وما هو حضوره الوطني والدولي، وما هي إنجازاته المشرفة على أصعدة عديدة. ربما تكون مفارقة أن يكون وزير الداخلية في السعودية هو المسؤول الأكثر قربا وتفاعلا مع الناس ومع مؤسسات الفكر والإعلام، ومع المؤسسات الإنسانية والاجتماعية، ونقول مفارقة لأن وزارة الداخلية في العالم العربي وفي كثير من دول العالم الثالث يرتبط حضورها بالخوف والترقب والحذر، ولكن وزارة الداخلية في السعودية لعقود من السنين ظلت هي المؤسسة الأقرب إلى الناس.. والأمير نايف، وفي مجال مهم وهو الإعلام الذي عادة ما يتضاد مع وزارة الداخلية، كان هو الأقرب إلى وسائل الإعلام، وعلاقته القريبة منها ساعدت على رفع درجة الإحساس الوطني في التناول الإعلامي. إن للأمير نايف حضوره الخاص في النفوس كرجل دولة وكإنسان.. ففي القرب منه ثمة إحساس بالطمأنينة، يفرض هيبته ومحبته واحترامه، وهذه مفارقة أخرى أن يكون وزير الداخلية بهذا الإطار والتصور الإنساني لدى الآخرين، وهذا إحساس كل من عرف الأمير نايف وتعامل معه عن قرب. والنزعة الإنسانية لدى الأمير نايف هي نعمة تجد حضورها إلى سلوكه ومواقفه بتلقائية، وما زلت أذكر الموقف النبيل للأمير نايف تجاه ذوي الضابطين اللذين تورطا في اختطاف طائرة الخطوط السعودية قبل سنوات, ففي المؤتمر الصحافي لسموه كان أول ما افتتح به المؤتمر هو أن وجه رسالة إلى أسرتي الضابطين طالبا منهما أن يرسلا اثنين من أبنائهما إلى وزارة الداخلية ليكونا بديلين في جهاز وزارة الداخلية. هذه الرسالة كانت بعيدة الدلالة، وهي خير مثال على النزعة الإنسانية للأمير نايف, ففي تلك الظروف الصعبة كان سموه مدركا لهول الصدمة التي تتلقاها أي أسرة سعودية عندما تعرف أن أحد أبنائها تورط في عملية تخل بأمن بلاده. هذه النزعة الإنسانية التي انعكست على أداء وزارة الداخلية هي التي جعلتها مكان الاستقطاب لكثير من الشباب للعمل في أجهزتها العديدة, وهذا مكن الأمير نايف والعاملين معه على بناء منظومة الأمن الداخلي, وقد اتضح ذلك في الجهود التي قادتها أجهزة وزارة الداخلية للتصدي لظاهرة الإرهاب, وما حققته من عمليات نوعية استباقية. أحد مؤشرات النزعة الإنسانية لدى سمو الأمير نايف هي في كيفية التعامل مع الشباب المغرر به والمتورط في الإرهاب. الأمير نايف يؤكد أهمية أن يتم الإمساك بهؤلاء أحياء وسالمين, وهذا التوجه الإنساني كلف مؤسسات الأمن الكثير بشريا وماديا, وسمو الأمير نايف لديه قناعة بأن هؤلاء الشباب ضحية لفكر ضال غرر بهم, لذا هو يتمنى أن يتم الإمساك بهم أحياء حتى تتم إعادة تأهيلهم نفسيا وفكريا, وبالتالي يعودوا إلى أسرهم ووطنهم. وفي سجل الأمير نايف الوطني ثمة إنجازات نوعية عديدة في مجال العمل, ففي السنوات التي قاد فيها برامج إحلال الموارد البشرية السعودية، كان سموه يقود المشروع ليكون منجزا وطنيا يقدم مخرجاته عبر الشراكة المثالية بين القطاعين العام والخاص, وعندما كانت القضية في أبعادها الوطنية تستدعي تدخل الدولة لإحداث التوازن في سوق العمل, كان الأمير نايف يتبنّى الحوارات الصريحة والمباشرة مع رجال الأعمال .. وكان لهذه الحوارات ثمارها الإيجابية, حيث تجاوب القطاع الخاص وكانت النقلة النوعية في السعودة التي نرى مخرجاتها الآن. وفي نمط تفكيره ونزعته القيادية تجد مواقف إيجابية مشرفة, فالأمير نايف همه في كل ما يتخذه من قرارات ومواقف أن تكون ملبية للاحتياجات الوطنية, وبهذا الخصوص ما زلت أذكر الشجاعة الأدبية للأمير نايف عندما قرر وقف العمل بمشروع دمج دوريات المرور مع دوريات الشرطة, فعندما واجهت هذا المشروع صعوبات فنية في التطبيق وكان هناك الخوف من تأثر أداء أجهزة الأمن, أسرع الأمير نايف إلى إلغاء قراره .. وهذا مؤشر على الثقة بالنفس, وهذا أبرز ما يحتاج إليه القائد الذي يتصدى لمصالح الناس.