تتمتع بإرث تاريخي وصاحبة الدعوة في الغرب إلى تسوية المنازعات إسبانيا همزة وصل حضارية تحتضن مؤتمر الحوار بين أتباع الرسالات السماوية
Date
2008-07-16xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14290713Abstract
يأتي اختيار إسبانيا مكاناً لانعقاد المؤتمر العالمي للحوار لما تتمتع به من إرث تاريخي بين أتباع الرسالات الإلهية، حيث شهدت تعايشا وازدهارا أسهم في تطور الحضارة الإنسانية، إضافة إلى العلاقات الوثيقة بين المملكة وإسبانيا، ولم يكن اختيار هذه الدولة مصادفة، إنما جاء نتيجة طبيعية لتلاحم الحضارة الإسلامية مع حضارات أخرى تعانقت على أرض هذا الجزء من العالم في وقت أخذ فيه الإسلام طريقه إلى الانتشار وشهد العالم معه مرحلة غير مسبوقة من التمازج والتفاعل بين ديانات الأرض. كما أن إسبانيا، وفق آراء مفكرين إسلاميين، هي صاحبة الدعوة في الغرب إلى الحوار وتسوية كل المنازعات والاختلاف سلمياً. وللإسبان أياد بيضاء وبصمات تاريخية في الحضارات الإسلامية، وواقع الأرض الإسبانية يؤكد أنها المكان الفريد في العالم الذي كان يعيش فيه أهل الديانات الثلاث، وعلى مدى قرون عدة شهدت التسامح الديني والتعايش المشترك ما لم يتوافر في أي دولة في العالم، وها هي الأرض نفسها تعود لتجمعهم من جديد بعد غياب طال عدة قرون. ويمثل اختيار العاصمة الإسبانية لتكون منطلقا للحوار بين أتباع الديانات المختلفة، إضافة إلى صفة العالمية على هذا الحوار، كما أن التواصل الحضاري بين إسبانيا ومكة المكرمة بدأ قبل أكثر من 1200 عام، ولم ينقطع واستمر إلى اليوم، وتذكر ذلك كتب تاريخ الرحالة العرب الأندلسيين إلى الحرمين الشريفين. يعد المؤتمر، الذي تنطلق أعماله غدا، فرصة ليسمع العالم كله رؤية المسلمين للتعايش الإسلامي، وأن الإسلام ليس دين عنف وإرهاب وليس دين بغي وعدوان، وأنه يعترف بالتعدد الثقافي والعرقي وباختلاف الناس في ألسنتهم ودياناتهم. ويأمل المفكرون أن يعود تاريخ وبريق الماضي في الأندلس التي كانت بوتقة انصهرت فيها جميع الحضارات وعاش أتباع الأديان الأخرى في سلام وطمأنينة في ظل دولة الإسلام، ومن المتوقع أن يسهم المؤتمر في وضع القواعد الإسلامية للانطلاق الواسع في التعريف بحضارة المسلمين وثقافتهم وبالمبادئ الإسلامية التي تحتاج إليها البشرية لتحقيق التفاهم والتعايش بصورة أفضل في العالم. ويعد مؤتمر مدريد من المؤتمرات المهمة لبحث هموم الشعوب المسلمة وعلاقتها مع أتباع الأديان، وهو يؤكد المكانة المرموقة التي تتمتع بها المملكة في الدعوة إلى إحلال العدل والمساواة والتكافل الإنساني. وتقع مملكة إسبانيا حاضنة المؤتمر جنوبي غرب أوروبا وعاصمتها....
Publisher
صحيفة الاقتصاديةVideo Number
480116Video subtype
تقريرxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
5392Personals
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودطارق بن زياد
عبدالرحمن الداخل
محمد بن عبدالرحمن بن الحكم