بلدية الأحساء .. والأحياء القديمة

Abstract

د. علي عبد العزيز العبد القادر أكاد أجزم بأن الأستاذ فهد بن محمد الجبير رئيس بلدية الأحساء ، هو أول رئيس لهذه البلدية العريقة يحظى بتقدير كبير ويحتل مكانة معتبرة في نفوس أبناء الأحساء الأوفياء بشكل ملفت وعن جدارة، وحسب علمي ومتابعتي من خلال المعلومات المتداولة والأخبار الصحفية، فقد قام بالكثير من المبادرات والاسهامات في المناسبات العلمية والثقافية والاجتماعية، و يعتبر تواصله مع مؤسسات المجتمع المدني مؤشرا على اهتمامه بالعلاقات العامة، فضلا عن النشاط الملحوظ في العناية بالأحساء من خلال تنفيذ بعض المشروعات التطويرية وتحسين الخدمات ، كما نجح في حشد الطاقات البشرية المتواجدة في أجهزة البلدية وفروعها لتؤدي أعمالها بفعالية اكبر، ولذا فإن أهالي منطقة الأحساء على اتساعها وكثرة مدنها وبلداتها وهجرها يعلقون عليه آمالا كبيرة ، تتناسب مع مكانة هذه المنطقة من جهة ، وتتناسب مع الثقة في هذا المسئول المدرك لمسئولياته من جهة أخرى. قال تعالى: ( وأن ليس للانسان الا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ). وانني أتطلع للتعرف على واقع بلدية الأحساء في الوقت الراهن وعلى تنظيماتها الحديثة إداريا وتدريبيا وتقنيا وتنفيذيا ، حيث يعمل معه نخبة طيبة من شباب الأحساء المؤهلين هندسيا وأداريا الذين يتمتعون بوعي وطني ورغبة مخلصة في العمل بروح الفريق من أجل التغيير والتطوير، ويملأني الأمل في أن الصورة القاتمة السابقة التي ترسخت في ذهني عن أوضاعها عبر السنين، قد تغيرت الى الأفضل وتطورت كثيرا عن ذي قبل وتخلصت من الإجراءت الروتينية الجامدة ، بالتحديث والتطوير الإداري لتواكب النهضة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية الراهنة ، ولتتناسب مع التطورات الهائلة في مجالات العلوم الادارية والتقنية والحضرية و تطبيقاتها، تلك التي نشهدها في عالم اليوم ، كما يملأني الأمل أن أرى بلدية الأحساء ملتزمة بالنظم الحديثة تطبيقا وأداء فعالا ورؤية حضارية ، وسعيا لتحقيق مبادئ الجودة الشاملة، لجعل منطقة الأحساء تحتل مكانة مرموقة فوق عربة التنمية ، و لتتحقق نهضة تنموية شاملة تليق بهذه المنطقة العريقة منطقة الخير، ليسجلها التاريخ المعاصر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود وفقه الله ، هذا العهد الزاهر الذى تحققت فيه انجازات سياسية واقتصادية وادارية وتعليمية غير مسبوقة ، ان هذه الأمال أو الأحلام ليس من المستحيل تحقيقها لاسيما اذا تضافرت الجهود وارتقى الوعي الحضاري وأدرك أصحاب القرار أهمية هذه المنطقة الاقتصادية والثقافية والسياحية وأتيحت الأمكانات التمويلية وصدرت القرارات التطويرية السديدة. وأرى أن أطرح في هذا اللقاء قضية الأحياء القديمة في مدن هذه المنطقة ، موضحا بعض المقترحات التي ربما تسهم بشكل ايجابي في معالجة هذه الأحياء وتطويرها ومنها : 1 – إعداد دراسة متكاملة عن واقع الأحياء القديمة، وكمرحلة اولى في كل من مدينة الهفوف ومدينة المبرز، تتناول خطورة هذه الأحياء أمنيا وأخلاقيا واجتماعيا وصحيا وحضريا وهندسيا، يشارك في هذه الدراسة كل من كلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك فيصل وقسم العمارة في كلية الهندسة بجامعة الملك فهد و فريق عمل من أجهزة البلدية والمجلس البلدي وغرفة الأحساء التجارية الصناعية وهيئة السياحة والأجهزة الأمنية في المنطقة ، لتضع المقترحات الادارية والتخطيط الحضري الملائم واقتراح المشروعات المستقبلية و معرفة الجدوى الاستثمارية و الاقتصادية والسياحية والعمرانية . و أتوقع أن تتفاعل الجهات المذكورة ايجابيا مع البلدية اذا ما طلب منها. 2 – وبعد تحديد المساحات المراد نزع ملكيتها ومعرفة التكاليف المالية يتم تعويض المالكين عن أملاكهم المنزوعة بتثمين مجز يتناسب مع اهمية الموقع وأسعار الأراضي السائدة ، لتدفع لهم نقدا، أو يدفع للمالك خمسون في المائة 50% من ثمن العقار وأرض بديلة بقيمة خمسين في المائة 50% لا تقل مساحتها عن الف متر مربع وتكون في موقع مناسب يمكن الاستفادة منه ، والباقي من العقار يعرض للبيع للاستثمار بعد تحديد الشوارع والحدائق والمرافق ومواقف السيارات حسب تخطيط حضري حديث لتكون نموذجا عمرانيا متطورا . انني واثق بأن لدى المعنيين في البلدية والجهات الأخرى المقترحة فيما تقدم الكثير من الأفكار والآراء و المقترحات لمعالجة الأحياء القديمة في الأحساء والاستفادة منها بدلا من وضعها الحالي المزري الذي يضر بالمجتمع ويشوه الصورة الحضارية ، وأن ما طرحته من مقترحات ان هو الا اثارة للاهتمام ومدخل الى التفكير الجاد من قبل المسئولين للمعالجة الايجابية لهذه القضية الهامة ، وهو جهد المقل الذي يعلق الأمل على المخلصين في الأحساء ، وفقهم الله. alikader77@yahoo.com