النداء السعودي للمتصارعين في فلسطين .. استعادة الغصون لأشجارها

Abstract

النداء السعودي للمتصارعين في فلسطين .. استعادة الغصون لأشجارها الرياض: مشاري الذايدي يأتي البيان الملكي السعودي الأخير، استمرارا طبيعيا، ومنسجما مع وتيرة ألازمة العربية. هكذا يبدو للمراقب توصيف موقـع واثر البيان الذي أصدره أمس العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والذي وجهه إلى الفرقاء الفلسطينيين الذين يتقاتلون الآن في ما بينهم. البيان الذي أذاعه التلفزيون السعودي الرسمي ذكر بمسؤولية السعودية إزاء قضية العرب والمسلمين الأولى، القضية الفلسطينية، باعتبار أن السعودية هي مهد الإسلام وحاضنة الحرمين الشريفين، ومعدن العروبة. كل هذه الصفات تم التأكيد عليها في البيان، وتكرارها، من أجل تقديم الموقف والنداء السعودي في إطاره الطبيعي، وموقعه البدهي نظرا إلى هوية ومسؤولية السعودية تجاه العرب والمسلمين. لكن البيان، وبحسب قراءة أولية، كان حازما وشديد اللهجة، ومليئا بعبارات التوبيخ لأبناء السلاح الفلسطيني الواحد، حماس وفتح، الذين يتبادلون الآن القتل والخطف والتفجير. وتوج البيان الملكي، بعد مقدمة أشارت إلى موقع فلسطين الديني والحضاري في وجدان العـرب والمسلميـن، بل كل «الشرفــاء» في العالم، على حد تعبير البيان، توج ذلك بالإشارة إلى ان السعودية تشعر بأن ما يحدث من تقاتل بين أبناء القضية الواحدة الآن «على ثرى فلسطين الطاهر يعتبر «وصمة عار»، لطخت تاريخ الكفاح الوطني المشرف لأبناء الشعب الفلسطيني الذين استشهدوا في سبيل الله لتحرير وطنهم من براثن الاحتلال». وأن السعودية وكل المدافعين عن القضية الفلسطينية بعد هذه الأحداث الداخلية لا تدري بم تجيب المتعاطفين في العالم مع القضية، وهم يرون هذا الاقتتال بين الفلسطينيين أنفسهم. وأن السعودية من اجل كل ذلك، وانطلاقا من التوجيه الإلهي في القــرآن الكريـم: «وَإِنْ طَائِفَتـَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِيـنَ اقْتَتَـلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمــَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَــاءَتْ فَأَصْلِحـُوا بَيْنَهُمَــا بِالْعَــدْلِ وَأَقْسِـطُـوا إِنَّ اللّــَهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِيـنَ . ( سورة الحجرات آية 9). وأنه من اجل قدسية ومكانة القدس، ثالث المدن المعظمة في الإسلام، ومسرى النبي محمد، واستشعارا لدور السعودية الإسلامي القيادي، فإنها تدعو القيادات....