قال الملك.. الجميع مخلصون لا نشكك في عقيدة أحد أو وطنيته
التاريخ
2009-06-22التاريخ الهجرى
14300629المؤلف
الخلاصة
قال الملك.. الجميع مخلصون لا نشكك في عقيدة أحد أو وطنيته نعيم تميم الحكيم ـ جدة بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عهده الزاهر بالتأكيد على أهمية المواطنة والوحدة الوطنية، من خلال رفضه للتصنيفات الفكرية بين أبناء الوطن.وأكد في خطابه الشهير في حفل أهالي منطقة القصيم «سبق لي أن قلت وأكرر أمامكم الآن، أن هناك أمرين لا يمكن التساهل فيهما، وهما شريعتنا الإسلامية ووحدة هذا الوطن، وأصارحكم القول إنني أرى أنه لا يتناسب مع قواعد الشريعة السمحة ولا مع متطلبات الوحدة الوطنية، أن يقوم البعض بجهل أو بسوء نية بتقسيم المواطنين إلى تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان.. فهذا علماني.. وهذا ليبرالي.. وهذا منافق.. وهذا إسلامي متطرف.. وغيرها من التسميات.. والحقيقة هي أن الجميع مخلصون (إن شاء الله) لا نشك في عقيدة أحد أو وطنيته حتى يثبت بالدليل القاطع، أن هناك ما يدعو للشك لا سمح الله.وبدءا من الجملة الأولى، فالواضح أن موقف خادم الحرمين هو حفاظ ودفاع عن القيم العظيمة التي ذكرها، وهي شريعتنا الإسلامية ووحدتنا الوطنية، وهو ما رصدناه في يوم البيعة من خلال رؤى المثقفين والمفكرين والإعلاميين في سياق السطور التالية:نبذ الإقصاءيبتدر الكاتب والإعلامي قينان الغامدي الحديث قائلا: أعتقد أن من أهم مآثر خادم الحرمين الشريفين الفكرية والثقافية خلال فترة توليه الحكم نفيه للتصنيفات الفكرية التي تفرق بين أبناء الوطن الواحد.ولعل رفضه لهذه التصنيفات تنطلق مع ما يؤمن به من عقيدة إسلامية ترفض مثل هذه التصنيفات التي تهدف إلى إقصاء وإلغاء الرأي الآخر، فالدين الإسلامي دين عظيم منفتح على كل الديانات الأخرى، وفي ظل الإسلام عاش أهل الكتاب وحتى أصحاب الأديان الوضعية، في ظل الإسلام ولم يقصيهم أحد فكريا، بل كان المسلمون يحترمون فكرهم ودينهم، وهي رؤية الملك عبد الله التي أراد أن يطبقها على المجتمع، لأن فكرة التصنيف تتناقض مع الوطنية التي يسعى الملك عبد الله لتكريسها في المجتمع.وأضاف الغامدي: وما حرك خادم الحرمين الشريفين لرفضه التصنيف في كلمته الشهيرة في القصيم، لأن البعض يتخذها وسيلة للتعبير عن انتمائه الوطني، بإخراج الآخرين من المظلة الوطنية برميهم بتهم جزافية ليس لها أصل، وهو أمر يؤدي للتصادم وإشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.حالة قديمةأما عضو مجلس الشورى والكاتب الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي، فقال: الاختلاف بين المذاهب والمشارب سنة كونية، لا مناص، وإنكارها إنكار لنواميس الكون التي خلقها الله في الطبيعة والبشر، وليكون في التنوع تكامل وتعاضد لا تنافر وتدابر، {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}، إلا أنه حينما يتحول الاختلاف إلى خلاف، يتطور الأمر إلى صراع وتنابذ يغزو الأمة حينئذ نقمة لا نعمة، وتناحر لا تضافر. ويستطرد الدكتور الفيفي: لست ممن يميلون إلى منهج تعليق الظواهر السلبية في ثقافتنا ومجتمعاتنا على شماعات خارجية، للتبرؤ من المسؤولية. فالتصنيفات بتلك الألقاب الفكرية قد صادفت في بيئتنا المحلية تربة قديمة خصبة، من رواسب القبليات العربية، وبقايا العصبيات المناطقية وواحدية الرأي وعدم الإنصات إلى غيره من الآراء، إنها حالة قديمة في ثوب جديد. أراد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - حفظه الله - بكلمته إبان زيارة منطقة القصيم، أن يضع لها حدا قبل استفحالها.رؤى الوحدةمن جانبها قالت الكاتبة والأكاديمية أميرة كشغري: دعوة خادم الحرمين الشريفين لعدم إثارة موضوع التصنيفات، هي دعوة مبنية على المواطنة وأهمية كل مواطن في بناء وحدة الوطن، وهي امتداد لرؤى أخرى تتقاطع مع الحوار والنظر إلى أفكار الآخرين واحترامها دون تصنيفهم.وأضافت كشغري: هذه الدعوة من شأنها أن تزيد اللحمة الوطنية وتنظر نظرة واحدة لجميع المواطنين بدون استثناء دون الالتفاتة إلى تصنيفاتهم، سواء كان في اليمين أو في اليسار، لأن هذه الأمور تكرس للانقسام، ونحن ضد الانقسام، وتابعت: وقد أدرك خادم الحرمين الشريفين ذلك ونادى بعدم التصنيفات، لأنها في الغالب تبنى على اتهامات وسوء ظن بالآخرين وجاهلية، وتابعت كشغري كلامها : هناك نقطة هامة نبه لها الملك، وهي الحكم على الناس بصنفهم دون السماع لما يحملونه من فكر، قد يكون في كثير من الأحيان نافعا ومفيدا للوطن وبنائه، لذلك ونحن في مناسبة البيعة أتمنى أن تختفي هذه الظاهرة المزرية التي لا تليق بسمعتنا وضد توجهات الدولة نحو الوحدة الوطنية، خصوصا في الإعلام الإلكتروني الذي يكرس هذه المشكلة ويخالف توجه الملك الصالح.
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
483623النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
15640المؤلف
نعيم تميم حكيمتاريخ النشر
20090622الدول - الاماكن
السعوديةالقصيم - السعودية