علم النانو وتطبيقاته الواسعة

Abstract

علم النانو وتطبيقاته الواسعة - المقالات - مؤسسة البلاد للصحافة والنشر - powered by Infinityإبراهيم مصطفى شلبي إفرازات العقل البشري لا تتوقف عند حد فمع اشراقة شمس كل يوم يضيف العقل البشري من إبداعاته علما جديدا وكما يقول المثل الإنجليزي (لا جديد تحت الشمس) ومن العلوم الواعدة التي قطع فيها الإنسان شوطا كبيرا في أبحاثه وتطبيقاته علم النانو فكما الكمبيوتر هو لغة العصر الآنية فإن النانو هو لغة العصر في الغد المنظور فالنانو تكنولجى حرفيا تعنى تقنيات تصنع على مقياس النانوميتر , والنانو جزء من المليار من المتر , وبعبارة أخرى هي التلاعب بالذرات لإنشاء آلات ميكانيكية ومعلوماتية لا يتعدى حجمها حفنة من الذرات وعند هذا المستوى من التقنية فإن جميع القوانين الفيزيائية والكيميائية تتغير وتنشأ خواص فيزيائية وكيميائية جديدة ذات مواصفات غير عادية وتأتي تقنية النانو بطريقة مبتكرة غاية في الذكاء, حيث استخدام العلماء تقنية النانو في صناعة نواقل متناهية الصغر تحمل الجرعات الدوائية , وهذه النواقل مصممة بطريقة بحيث لا تتعرف عليها خلايا المناعة الموجودة في الجسم البشري. وتقوم هذه الغواصات بعمليتين عند وصولها إلى منطقة الورم , أولا تقوم بقفل الشعيرات الدموية التي تغذي الخلايا السرطانية , فيتوقف نمو الورم نتيجة لقطع التغذية عليه , ثانيا وبعد إيقاف عملية النمو تطلق مكوناتها الكيمائية أو الإشعاعية التي تقوم بفتك الخلايا السرطانية من الداخل حتى تزول , وبهذا يتم القضاء على الخلايا السرطانية فقط وتنجو الأنسجة والخلايا السليمة من الآثار الجانبية لهذه المواد وتنخفض بشكل كبير للغاية مع القيام بالهدف الأساسي والاهم وهو القضاء على الورم الخبيث أجارنا الله وإياكم من شر الأمراض ولا يجب أن نقف عند استخدام هذه التقنية والاستفادة مما هو متوافر حاليا بل علينا القيام بدور أكثر شمولية وذلك بالعمل على تطويرها وتوطينها وخفض تكاليفها من خلال إجراء الأبحاث والدراسات الفنية في مراكز أبحاث النانو التي أنشأها خادم الحرمين الشريفين على نفقته الخاصة في الجامعات السعودية كجامعة الملك عبد العزيز وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود ومن تطبيقات علم النانو في مجال تحلية المياه المالحة من أهمها اكتشاف أسلوب جديد لمعالجة مياه البحر قبل وصولها لوحدات التحلية وذلك باستخدام أغشية متناهية الدقة تعرف بأغشية النانو، وقد قام مركز الأبحاث التابع للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بتطبيقات واسعة منها خفض نسبة ملوحة مياه البحر المغذية لوحدات التحلية بحوالي (60%) وأزيلت المواد العسرة مثل الكبريتات بنسبة تصل إلى 98% .وتم إعداد أبحاث من قبل العلماء المصريين والسعوديين بتخفيض تكلفة محطات التحلية بنسبة تصل إلى 90 من قيمتها الأساسية وهي في طور التطبيق الميداني في القريب العاجل إن شاء الله مما يعني القضاء على هاجس الخوف على أمننا المائي نظرا لطول سواحلنا التي تمتد آلاف الكيلو مترات على البحر الأحمر والخليج العربي أما في مجال علوم الفضاء فهي في طور الإعداد لإنشاء مصعد فضائي لنقل البشر إلى الفضاء الخارجي باستخدام علم النانو ولم يتوقف هذا العلم عند هذا الحد بل تدخل في كل شاردة وواردة من حياتنا المعاصرة ومنها صناعة السيارات والطائرات والقطارات باستخدام معدن الألمونيوم وتقنية النانو بقوة صلابة تصل إلى أربعة أضعاف الحديد المستخدم حاليا في هذه الصناعة كما يمتاز بخفة وزنه بنسبة تصل إلى 80%من أوزانه الحالية مما يعني توفير الوقود والوقت كما تتم الآن تجارب صناعية في مجال صناعة الملبوسات والأزياء وتجرى في الوقت الحاضر أبحاث على الألبسة الذكية التي توصل بشبكة الإنترنت تترجم هذه الألبسة الحالة الصحية لمرتديها واكتشاف كافة العوارض والمشكلات المرضية في جسم الإنسان لإعطاء الطبيب المعالج صورة متكاملة عن مريضه على بعد آلاف الأميال هذه بعض مجالات علم النانو وتطبيقاته وصدق الحق سبحانه وتعالى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. * وقفة : إذا كان يحسب للبطل العربي المسلم صلاح الدين الأيوبي استخدامه لتقنية النانو في حربه ضد أعداء الإسلام قبل عدة قرون فإنه يحسب للبطل العربي المسلم خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز بوافر التقدير والشكر لاستخدامه لهذه التقنية في عصرنا الحاضر في محاربته لأعداء الإنسانية (الفقر والجهل والمرض) إبراهيم مصطفى شلبي jeddawy.shalaby@hotmail.com