حين يتألق السياسي ويخبو الثقافي ! الأمر السامي بمنع تقبيل الأيادي حدث حرج لم نستغله لزيادة ذكائنا الجمعي

Abstract

بعد إقرارنا بحتمية التفكير الجمعي من حيث الوجود والتأثير، يكون لزاماً علينا أن نتفحص قدرتنا على زيادة ذكائنا الجمعي، ولتحقيق ذلك استعرضنا سبعة شروط رئيسة افترضنا أنها تعيننا على فك شفرات التفكير الجمعي، وقد ألمحنا إلى أننا في العالم العربي كثيراً ما نفوّت على أنفسنا فرصاً ذهبية دون أن نستغلها كما ينبغي! ويتوجب علينا إعطاء بعض الأمثلة التطبيقية أو الشواهد الحياتية على بعض الأحداث أو الفرص التي يمكن أن ُينظر إليها ك(أحداث حرجة) في مشهدنا السياسي والثقافي والاجتماعي. والحقيقة أنه يمكننا التقاط العديد من الشواهد في مجتمعاتنا العربية غير أنه يحسن بنا تكثيف تحليلنا حول بعض الأحداث الكبيرة التي يمكن أن تُسهم بشكلٍ ملحوظٍ في مجال هندسة مجتمعاتنا العربية، وتلك الأحداث في حقيقة الأمر تومئ إلى أخواتها ونظيراتها وأشباهها مما يغنينا عن التوسع في طرح الأحداث والشواهد، إذ العبرة بالأدوات المنهجية التحليلية التي يجب أن نجتهد كثيراً من أجل ابتكار المزيد وتطوير الموجود منها! نحو اقتلاع شجرة النفاق! نعم.. ثمة فرص كثيرة مرت بنا دون أن نستغلها جيداً لزيادة ذكائنا الجمعي، ومن تلك الفرص ما يتعلق بالأمر السامي الكريم الذي أصدره الملك عبدالله بن عبدالعزيز - وفقه الله ورعاه - والذي منع فيه (عادة) تقبيل الأيادي لغير الوالدين، كما نهى عن استخدام لفظ (صاحب الجلالة) و(مولاي)، وهو توجيه سام كريم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بل هو - في رأيي - منعطف في تاريخ صيانة الكرامة الإنسانية في المجتمع العربي المعاصر، حيث يتوجه ذلك الأمر لاقتلاع (شجرة النفاق) من التربة العربية، مبقياً على أصل التقدير وأساس الإجلال وركيزة: (أنزلوا الناس منازلهم)، على نحو يحفظ الكرامة الإنسانية ويقطع الطريقَ على كل من يتاجر ببعض التصرفات التي تخل بالكرامة وتنتهك إنسانية الإنسان، فهاهو الملكُ يقول: (إن تقبيل اليد أمر دخيل على قيمنا وأخلاقنا ولا تقبله النفس الحرة الشريفة، إلى جانب أنه يؤدي إلى الانحناء وهو أمر مخالف لشرع الله والمؤمن لا ينحني لغير الله الواحد الأحد)، وقد عبّر الملكُ عن رفضه القاطع لهذا الأمر، وسأل الجميع أن يمتنعوا عن تقبيل اليد إلا للوالدين براً بهما. وفي السياق ذاته قال الملك عبد الله - بخصوص قراره منع استعمال ألقاب من قبيل - مولاي وجلالة الملك - لا نسمح بمثل هذه المسائل حفاظاً على المواطنين وكرامتهم، وأكد....