شيراك فرنسا والمملكة

Abstract

تضرب العلاقات السعودية ـ الفرنسية أطنابها في أعماق التاريخ ويتوج ذلك كله علاقات شخصية وطيدة بين القيادات المتعاقبة على هذه الدولة الأوروبية, فالعلاقات المتينة بين جلالة الملك فيصل رحمه الله والجنرال ديجول كانت تضع هذين الشخصين المهمين في مسيرة العالم على درجة كبيرة من التآلف والتكاتف والتعاون والتفهم المشترك للأخطار المحيطة بالعالمين العربي والإسلامي, وكذلك مخاطر المعسكر الثالث الذي كان يهدد الكيان الأوروبي وينخر في حدوده فسادا وإفسادا وقد انهارت الشيوعية كما توقع لها الملك فيصل رحمه الله الذي كان ديدنه محاربة نفوذها وامتدادها ـ عناصرها ـ وقد تألقت العلاقات السعودية الفرنسية, بعد الزيارة التاريخية لجلالته عام 1967 م التي وثقت التعاون بين المملكة وفرنسا, وامتد هذا التعاون في عهود كافة الرؤساء السابقين جورج بمبيدوا وجسكار ديستان وميتران. ولقد كانت العلاقة الشخصية التي نمت وتنامت بين الرئيس شيراك والقيادة السعودية منذ قيامه بمهام عمدة باريس على درجة كبيرة من المتانة والشخصية والتأثر والتأثير, حيث كان الرئيس شيراك يتمتع قبل تسلمه الرئاسة لفترتين بعلاقات شخصية وطيدة مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ ومع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وكذلك صاحب السمو الملكي ولي العهد المعظم وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز, وقد قدر لي شخصيا أن أرى متانة العلاقة والصلة بين صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد العزيز والرئيس شيراك حيث جمعني مجلس سموه العامر في لندن مع عدد من أرباب الفكر وقيادات العالم العربي من صحافيين ودبلوماسيين وكتاب, وقد شارك معي في هذا المجلس معالي الأستاذ فيصل الشهيل والأستاذ الكاتب عثمان العمير وكان الحديث يدور حول الانتخابات الفرنسية ومن سيفوز بها، حيث كانت تلك الليلة ليلة الانتخابات الفرنسية لرئيس الجمهورية وقد كان سمو الأمير تركي يستمع برحابة صدر إلى معظم وجهات النظر التي أبدت عدم احتمال فوز الرئيس ميتران بالرئاسة لتاريخه الاشتراكي الذي لا يتناسب مع مقومات المجتمع الفرنسي لمحاولاته المتعددة السابقة للفوز وحيث كنت آخر القادمين إلى مجلسه العامر بعد الاستماع إلى نشرة الأخبار وبعد الاستماع إلى كافة وجهات النظر أخبرت سموه أن إذاعة لندن أذاعت فوز ميتران بالانتخابات....