أمية المشاعر .. أصل الحكاية !
Date
2006-11-11xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14271020Author
Abstract
أميّة المشاعر... أصل الحكاية! وجه الملك عبد الله بن عبد العزيز برصد أكثر من مليار ريال لإنشاء 11 مستشفى للصحة النفسية بمختلف مناطق السعودية، طبعاً هذا الاهتمام، وهذه الإمكانات المادية الكبيرة، ولو أنها خطوة في سبيل الشعور بالأمان الاجتماعي، ولكنها لن تؤتى أكلها بالطرق التقليدية المحفوظة سلفاً. فكم من مؤسسات وهيئات تم استحداثها، ولم تقنعنا سوى بضخامة مبانيها، فكيف بالمستشفيات التي تتعامل مع أمراض النفس وإدمانها! فأن يكون المرء قادراً على سياسة نفسه ومعرفة دواخلها ومتاهات عقدها، لهي مهارة عالية تتطلب قدراً معيناً من الوعي ونبوغ المشاعر، يفتقده أغلب الناس بصرف النظر عن مستواهم الاجتماعي أو الأكاديمي. وهو ما يعني أن وجود الطبيب النفسي في حياتنا أصبح ضرورة، لا يقترن الذهاب إليه بالرفاهية، ولا يدل على جنون صاحب العلة كما تعودنا أن نوصف السقيم النفسي. ففي حين عرف القرن العشرون بعصر القلق، أطلق على القرن الواحد والعشرين «عصر الاكتئاب». وهو وباء انتشرت عدواه مع تفشي أساليب الحياة الحديثة. وكل جيل يأتي يكون عرضة أكثر من سابقه للإصابة بالاكتئاب الذي هو ليس مجرد حزن، ولكنه الإحساس بالأسى على الذات وأحياناً بضآلتها، يصاحبه يأس طاغ معوق لاستمرار الحياة. باختصار، هو عطل نفسي مساو للموت وإن لم يكن كالموت، إنه داء لا يكون دواؤه بمجرد تناول أدوية أو استعمال أجهزة حتى نألف ما فينا على علاته، ولكن في تعلم الإجراءات العملية لتنفيس المشاعر السلبية من الغضب والحقد والغيرة، في التخفيف من التوتر وقلة القيمة الذي يبدأ من عملية التفكير، في المنظور الأوسع لتقبل مفاجآت الحياة غير السارة وأولها الفشل، في الاحتفاظ بالتوازن الداخلي مع تجارب الفقدان والنكران وتحلل نسيج المجتمع وأحداث العالم الدامية. يقول تعالى: «ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين»، فالله عز وجل لم يبتل الإنسان بالمرض، ولكنه ابتلاه بأمور أخرى، تكون أهليته وقدرته على التحمل من عدمه هي الفيصل له بين الصحة والمرض. فسيدنا أيوب عليه السلام امتحن بالحرمان من المال والولد أولاً، ونتيجة لفجعته في تلقي حكم القدر أصيب بالمرض لاحقاً الذي اختار أن يصبر عليه حتى ردت عليه بضاعته. فنحن من نتحكم بالمرض من خلال تكيّفنا مع أقدارنا بشرها قبل خيرها، ولكي نتدرب على المرونة في التحايل على ما يلم بنا، كثيراً....
Publisher
صحيفة الشرق الأوسط - طبعة القاهرةVideo Number
491246Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
10210The name of the photographer
ثريا الشهريDate Of Publication
20061111Spatial
السعوديةالرياض - السعودية